كتاب أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد (معتزلي) (اسم الجزء: 1)

غير أنّ الشّباب كان رداء … خاننا فيؤه كفئ الغمامة
ولآخر:
إنّ المشيب رداء الحلم والأدب … كما الشّباب رداء اللهو واللّعب
تعجّبت إذ رأت شيبى فقلت لها: … لا تعجبى، من يطل عمر به يشب (¬1)
ولابن الجهم:
حسرت عنّى القناع ظلوم … وتولّت ودمعها مسجوم (¬2)
/ أنكرت ما رأت برأسى فقالت: … أمشيب أم لؤلؤ منظوم!
قلت: شيب وليس عيبا، فأنّت … أنّة يستثيرها المهموم
شدّ ما أنكرت تصرّم عهد … لم يدم لى، وأىّ شيء يدوم!
ولأبى هفّان:
تعجّبت درّ من شيبى فقلت لها: … لا تعجبى فطلوع الشّيب فى السّدف (¬3)
وزادها عجبا لما رأت سملى … وما درت درّ أنّ الدّر فى الصّدف (¬4)
وقد أحسن أبو تمام غاية الإحسان فى قوله:
أبدت أسى أن رأتنى (¬5) مخلس القصب (¬6) … وآل ما كان من عجب إلى عجب (¬7)
¬__________
(¬1) د، ف، حاشية الأصل من نسخة: «تعجبت أن رأت شيبى».
(¬2) ديوانه: 176 - 177؛ وظلوم: اسم امرأة.
(¬3) حماسة ابن الشجرى: 245؛ والسدف: الظلمات.
(¬4) السمل، محركة: الثوب الخلق البالى، ومن نسخة بحاشية الأصل: «أن رحت فى سمل»؛ وهى رواية الحماسة.
(¬5) ديوانه: 15، والشهاب 10، وفى حاشية الأصل (من نسخة): «إذ رأتنى»، وهى رواية الشهاب والديوان.
(¬6) يقال: أخلس النبت؛ إذا جف أعلاه وابيض، وفى حاشية الأصل: «القصب: الذوائب المقصبة؛ الواحدة قصبة وتجمع قصائب، يقال: قصب، فيسكن». وبخط الشجرى: «القصب»، بضم ففتح.
(¬7) حاشية الأصل: «أى كانت تعجب بى فصارت تعجب من شيبى». وفى الشهاب: «أما قوله: «من عجب إلى عجب» فمن البلاغة الحسنة والاختصار السديد البارع».

الصفحة 599