كتاب أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد (معتزلي) (اسم الجزء: 1)

لعمرى لئن حلّئت عن منهل الصّبا … لقد كنت ورّادا لمشربه العذب (¬1)
ليالى أمشى بين بردىّ لاهيا … أميس كغصن البانة النّاعم الرّطب
سلام على سير القلاص مع الرّكب … ووصل الغوانى والمدامة والشّرب
سلام امرئ لم تبق منه بقيّة … سوى منظر العينين أو شهوة القلب (¬2)
ولمنصور النّمرىّ:
ما تنقضى حسرة منى ولا جزع … إذا ذكرت شبابا ليس يرتجع (¬3)
بان الشباب ففاتتنى بشرّته … صروف دهر وأيام لها خدع
ما كنت أو فى شبابى كنه عزّته … حتّى مضى فإذا الدّنيا له تبع (¬4)
ولمحمد بن أبى حازم:
عهد الشباب، لقد أبقيت لى حزنا … ما جدّ ذكرك إلّا جدّ لى ثكل (¬5)
سقيا ورعيا لأيّام الشّباب وإن … لم يبق منك له رسم ولا طلل
جرّ الزّمان ذيولا فى مفارقه … وللزّمان على إحسانه علل (¬6)
وربّما جرّ أذيال الصّبا مرحا … وبين برديه غصن ناعم خضل
لا تكذبنّ فما الدّنيا بأجمعها … من الشباب بيوم واحد بدل
كفاك بالشّيب عيبا عند غانية … وبالشّباب شفيعا أيها الرّجل
¬__________
(¬1) حلئت: طردت ومنعت.
(¬2)؛ ومن نسخة بحاشيتى الأصل، ف: «نظر العينين».
(¬3) حماسة ابن الشجرى: 239.
(¬4) حاشية الأصل (من نسخة):
ما كدت أوفى شبابى كنه شرّته … حتى مضى فإذا الدّنيا لها تبع.
(¬5) من أبيات فى الأغانى 12: 152 - 153 مجموعها ثلاثة عشرة بيتا؛ وأبيات منها فى الورقة:
110، وحماسة ابن الشجرى: 239.
(¬6) فى حاشيتى الأصل، ف: «أى للزمان علل على تركه الإحسان؛ ويجوز أن يكون المعنى: له مع إحسانه علل».

الصفحة 606