كتاب أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد (معتزلي) (اسم الجزء: 1)

وما طول الحياة بثوب مجد … فيطوى عن أخى الخنع اليراع (¬1)
سبيل الموت منهج كلّ حىّ … وداعيه لأهل الأرض داع (¬2)
ومن لا يعتبط يسأم ويهرم … وتفض به المنون إلى انقطاع (¬3)
وما للمرء خير فى حياة … إذا ما عدّ من سقط المتاع
فكتبتها وقمت لأنصرف؛ فقال: اقعد، ثم أنشدنى:
إلى كم تعارينى السّيوف ولا أرى … مغاراتها تدعو إلى حماميا (¬4)
أقارع عن دار الخلود ولا أرى … بقاء على حال لما ليس باقيا
/ ولو قرّب الموت القراع لقد أنى … لموتى أن يدنو لطول قراعيا
أغادى جلاد العالمين كأنّنى (¬5) … على العسل الماذىّ أصبح غاديا (¬6)
¬__________
(¬1) الحماسة: «بثوب عز». الخنع: الجبن، واليراع: الجبان الضعيف.
(¬2) حاشية ف (من نسخة): «غاية كل حي»، وهى رواية الحماسة.
(¬3) ف:
* ويفض به البقاء إلى انقطاع*
ورواية الحماسة:
* وتسلمه المنون إلى انقطاع*
والاعتباط: أن الحى يموت من غير علة؛ أى من لم يمت شابا مات هرما.
(¬4) د، وحاشية الأصل (من نسخة): «تعارينى، وفى حاشية الأصل، ف: «المعاراة، بالعين المهملة: من العرى، أى تلقانى السيوف عارية، وبالغين المعجمة: من غرى به إذا أولع، والمغاراة أيضا:
المتابعة بين الشيئين، يقال غاربت بين الشيئين، إذا واليت بينهما». وفى م: «تغازبنى»، تحريف.
(¬5) د، ومن نسخة بحاشيتى الأصل، ف: «المعلمين»، بكسر اللام، والمعلم: الفارس الّذي علم مكانه فى ساحة الحرب بعلامة أعلمها؛ ومنه قول الشاعر:
فتعرّفونى أننى أنا ذاكم … شاك سلاحى فى الحوادث معلم
وقول الأخطل:
ما زال فينا رباط الخيل معلمة … وفى كليب رباط اللؤم والعار.
(¬6) الماذىّ: العسل الأبيض.

الصفحة 637