كتاب أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد (معتزلي) (اسم الجزء: 1)

وأدعو الكماة للنّزال إذا القنا … تحطّم فيما بيننا من طعانيا
ولست أرى نفسا تموت وإن دنت … من الموت حتى يبعث الله داعيا (¬1)
فقال ابن دريد: وهذا الشعر أيضا لقطرىّ بن الفجاءة.
*** أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب قال أخبرنا ابن دريد قال أخبرنا أبو حاتم قال:
جئت (¬2) أبا عبيدة يوما، ومعى شعر عروة بن الورد، فقال. فارغ حمل شعر فقير ليقرأه على فقير، فقلت: ما معى غيره، فأنشدنى أنت ما شئت، فأنشدنى:
يا ربّ ظلّ حمار قد وقيت به … مهرى من الشّمس، والأبطال تجتلد (¬3)
وربّ يوم حمى أرعيت عقوته … خيلى اقتسارا، وأطراف القنا قصد (¬4)
ويوم لهو لأهل الخفض ظلّ به … لهوى اصطلاء الوغا وناره تقد (¬5)
مشهّرا موقفى والحرب كاشفة … عنها القناع وبحر الموت يطّرد
وربّ هاجرة تغلى مراجلها … نحرتها بمطايا غارة تخد (¬6)
تجتاب أودية الأفزاع آمنة … كأنّها أسد يقتادها أسد (¬7)
فإن أمت حتف نفسى لا أمت كمدا … على الطّعان وقصر العاجز الكمد
ولم أقل لم أساق القتل شاربه (¬8) … فى كأسه والمنايا ترع ورد
ثم قال له: هذا الشعر! ؛ لا ما تعلّلون به نفوسكم من أشعار المخنّثين. والشعر لقطرىّ.
***
¬__________
(¬1) حاشية الأصل: «أى ملكا يقبض روحه ويدعوه».
(¬2) الخبر والأبيات فى أمالى القالى 1: 265 - 266، وزهر الآداب- طبعة الحلبى 1027 - 1028.
(¬3) د: «ظل عقاب» وفى حاشية الأصل: «روى ظل عقاب، يريد بها الراية».
(¬4) العقوة: الساحة، والقصد: القطع؛ واحده قصدة.
(¬5) د، ف، وحاشية الأصل (من نسخة): «إذ ناره».
(¬6) د: «مخرتها». وتخذ: تسرع.
(¬7) الأفزاع:
المخاوف، وفى زهر الآداب: «يصطادها».
(¬8) حاشية الأصل (من نسخة): «ساقيه».

الصفحة 638