كتاب أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد (معتزلي) (اسم الجزء: 1)

على حلفة لا أشتم الدّهر مسلما … ولا خارجا من فىّ زور كلام (¬1)
أطعتك يا إبليس سبعين حجة … فلمّا انقضى عمرى وتمّ تمامى (¬2)
فزعت إلى ربّى وأيقنت أنّنى … ملاق لأيّام الحتوف حمامى (¬3)
وروى الصّولى عن الحسين بن الفيّاض عن إدريس بن عمران قال: جاءنى الفرزدق، فتذاكرنا رحمة الله وسعتها؛ فكان أوثقنا بالله، فقال له رجل: ألك هذا الرجاء والمذهب وأنت تقذف المحصنات، وتفعل ما تفعل! فقال: أترونني لو أذنبت إلى أبوىّ، أكانا يقذفانى
¬__________
(¬1) حواشى الأصل، ت، ف: «قال مولانا السيد: خارجا، تقديره: ولا يخرج خروجا؛ وذهب عيسى بن عمر إلى أنه فى موضع الحال؛ لأن قوله: لا أشتم نصب على الحال؛ كأنه قال: عاهدت لا شاتما ولا خارجا. وقال أبو سعيد: تقديره: عاهدت على أن أحلف لا شاتما ولا خارجا؛ وهو حال من التاء فى عاهدت، أو المحذوف من المصدر؛ وهو الفاعل. وسيبويه يجعل لا أشتم جواب القسم؛ ولا موضع له من الإعراب، والقسم عاهدت. فقوله: ولا خارجا، أى لا يخرج خروجا؛ وهو معطوف على لا أشتم».
وفى حاشية ف أيضا: «ذكر المبرد فى كتابه الكامل فى قوله:
* ولا خارجا من فىّ زور كلام*
إنما وضع اسم الفاعل موضع المصدر، أراد: لا أشتم الدهر مسلما، ولا يخرج خروجا من فىّ زور كلام؛ لأنه على هذا أقسم، والمصدر يقع فى موضع اسم الفاعل؛ يقال: ماء غور، أى غائر؛ كما قال الله تعالى:
إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً؛ ويقال: رجل عدل، أى عادل، فعلى هذا جاء المصدر على فاعل؛ كما جاء اسم الفاعل على المصدر؛ يقال: قم قائما؛ فيوضع موضع قولك: قم قياما؛ قال: وكان عيسى بن عمر يقول: إنما قوله لا أشتم حال، فأراد: عاهدت ربى فى هذه الحال، وأنا غير شاتم ولا خارج من فىّ ...
ولم يذكر الّذي عاهد عليه».
وانظر (الكامل- بشرح المرصفى 2: 81 - 83).
(¬2) د، ومن نسخة بحواشى الأصل، ت، ف: «تسعين»، وفى حاشية الأصل، ف: «أى بلغت غايتى؛ ونسبة التمام إلى التمام ترد على معنى التأكيد كما قال الشاعر: «فجن جنونها»، والجنون لا يجن، وإنما المرء يجن؛ وكما قال:
جنونك مجنون ولست بواجد … طبيبا يداوى من جنون جنونى.
(¬3) ش، ف: «فررت»، والأبيات فى (ديوانه 2: 770).

الصفحة 64