كتاب أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد (معتزلي) (اسم الجزء: 1)

فقال له: إلى من طربت؟ فقال:
ولا أنا ممّن يزجر الطّير؛ همّه: … أصاح غراب أم تعرّض ثعلب (¬1)
ولا السانحات البارحات عشيّة … أمرّ سليم القرن أم مرّ أعضب (¬2)
ولكن إلى أهل الفضائل والنّهى … وخير بنى حوّاء، والخير يطلب
فقال له الفرزدق: هؤلاء بنو دارم، فقال الكميت:
إلى النّفر البيض الّذين بحبّهم … إلى الله فيما نابنى أتقرّب
فقال الفرزدق: هؤلاء بنو هاشم، فقال الكميت:
بنى هاشم رهط النبىّ فإنّنى … بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب (¬3)
فقال له الفرزدق: والله لو جزتهم إلى سواهم لذهب قولك باطلا.

[خبر مديحه لعلي بن الحسين بن علي]
ومما يشهد لذلك ما أخبرنا به أبو عبيد الله المرزبانىّ قال حدثنا الحسن بن محمد قال حدّثني جدّى يحيى بن الحسن العلوىّ قال حدّثنا الحسين بن محمد بن طالب قال: حدّثني غير واحد من أهل الأدب أن عليّ بن الحسين عليهما السلام حجّ فاستجهر (¬4) الناس جماله، وتشوّفوا له، وجعلوا يقولون: من هذا؟ فقال الفرزدق:
¬__________
(¬1) ت، د، حاشية الأصل (من نسخة): «فى المتن، قال المرتضى رضى الله عنه: يجب الوقوف على الطير»، ثم يبدأ «بهمه» ليعلم الغرض». والزجر هنا: التيمن أو التشاؤم بالطير وغيره.
(¬2) السانح من الطير: ما مر من مياسرك إلى ميامنك، والبارح عكسه، وكان العرب يتيامنون بالسانح، ويتشاءمون بالبارح، والأعضب: مكسور القرن، وفى ت، ف بعد هذا البيت: «فقال: إلى من طربت لا أم لك! فقال الكميت ... ».
(¬3) فى حاشيتى الأصل، ف: «أعنى بنى هاشم، أو إلى بنى هاشم».
(¬4) حواشى الأصل، ت، ف: «يقال: جهرت الرجل واستجهرته؛ إذا رأيته عظيم المرآة، وما أحسن جهر فلان! أى ما يجتهر من هيئته وحسن منظره؛ وقيل: اجتهر؛ أى حملهم بجماله على أن يجهروه عليه السلام، أى يدركوا جهره».

الصفحة 67