كتاب عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح (اسم الجزء: 1)

والصلاة والسّلام على سيّدنا محمد خير من نطق بالصواب، وأفضل من أتى الحكمة وفصل الخطاب،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
واسكن" لمباشرة" آباؤكم وزوجك". كما تقول: تقوم هند وزيد، وإن كان زيد لا يصلح لمباشرة" تقوم" فإنه من عطف
المفردات كما صرح به ابن الحاجب وغيره. وأما تصريح السهيلى فى قوله تعالى: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ (¬1): أنه من عطف الجمل، فليس ذلك لاختلاف المتعاطفين بالتذكير والتأنيث بل لتكرار (لا) كما هو معروف عنه، والأولى فى هذه أن تكون موصولة، لاقتضاء المقام ذلك.
ص: (والصلاة والسّلام على سيدنا محمد، خير من نطق بالصواب، وأفضل من أوتى الحكمة وفصل الخطاب).
(ش): الصلاة من الله الرحمة، ولها معان يطول ذكرها، قد أوعبنا الكلام عليها فى شرح المختصر، والصلاة هذه إما من الله فتكون بمعنى الرحمة، أو من العبد فتكون معناها: صلاة العبد على النبى صلّى الله عليه وسلّم وهى قوله: اللهم صل عليه، وهى على التقديرين إنشاء، وكذلك الحمد، وقوله: (سيدنا) فيه استعمال السيد فى غير الله سبحانه وتعالى وقد روى نحوه عن ابن مسعود، وابن عمر رضى الله عنهم، ويشهد له قوله صلّى الله عليه وسلّم:" أنا سيد ولد آدم ولا فخر" (¬2)،" إن ابنى هذا سيد" (¬3)،" قوموا إلى سيدكم" (¬4)، وقوله تعالى:
وَسَيِّداً وَحَصُوراً (¬5)، وقوله تعالى: وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ (¬6)، وفى المسألة ثلاثة أقوال، حكاها ابن المنير فى المصفى أحدها: أن السيد يطلق على الله وعلى غيره، والثانى: أنه لا يطلق على الله تعالى، وعزاه لمالك، والثالث: أنه لا يطلق إلا على الله بدليل ما روى أنه صلّى الله عليه وسلّم قيل له: يا سيدنا فقال:" إنما السيد الله" (¬7) ولا أدرى كيف غفل هذا القائل عما تقدم من الآيات والسنة، ونقل فى الأذكار عن
¬__________
(¬1) سورة البقرة: 255.
(¬2) " صحيح" أخرجه أحمد والترمذى وابن ماجه عن أبى سعيد، وانظر صحيح الجامع (ح 1428).
(¬3) أخرجه البخارى فى" الصلح"، (5/ 361)، وفى غير موضع من صحيحه.
(¬4) أخرجه مسلم فى" الجهاد والسير"، (ح 1768).
(¬5) سورة آل عمران: 39.
(¬6) سورة يوسف: 25.
(¬7) " صحيح" أخرجه أحمد وأبو داود عن عبد الله بن الشخير، وانظر صحيح الجامع (ح 3700).

الصفحة 44