كتاب عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح (اسم الجزء: 1)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أمن يهجو رسول الله منكم … ويمدحه وينصره سواء (¬1)
على ما ذكره النحاة، وفيه نظر. ومنه حذف المضاف والمضاف إليه، كقوله:
وقد جعلتنى من جذيمة أصبعا (¬2)
أى ذا مسافة إصبع، وكذلك مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ (¬3) أى حافر فرس الرسول، وحذف المضاف إليه فقط، نحو قوله تعالى: كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (¬4) وكذلك كل ما قطع عن الإضافة مما وجبت إضافته معنى لا لفظا. وحذف الصلة، مثل: جاء من بعد اللتيا والتى، وهو كثير، وحذف المفعول تقدم، والجار والمجرور نحو قوله تعالى:
خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً (¬5) أى بسيئ وَآخَرَ سَيِّئاً أى: بصالح، ومن بعد أفعل التفضيل، كقولك: الله أكبر أى: من كل شئ قال الزمخشرى فى المفصل: أفعل التفضيل له معنيان:
أحدهما: أن يراد أنه زائد على المضاف إليه فى الخصلة التى هو وهم فيها شركاء.
والثانى: أن توجد مطلقا له الزيادة فيها إطلاقا، ثم يضاف لا للتفضيل على المضاف إليه، لكن لمجرد التخصيص، كما يضاف ما لا تفضيل فيه نحو قولك: الناقص والأشج أعدلا بنى مروان، كأنك قلت: عادلا بنى مروان. انتهى.
¬__________
(¬1) البيت من الوافر، وهو لحسان بن ثابت فى ديوانه (ص 9 / ابن خلدون)، وتذكرة النحاة (ص 70)، والدرر (1/ 296)، ومغنى اللبيب ص 625، والمقتضب 2/ 137، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ص 82، وهمع الهوامع 1/ 88، وروايته فى الديوان: فمن يهجو ...
(¬2) هذا عجز بيت من الطويل، وصدره: فأدرك إبقاء العرادة ظلعها.
وهو للكلحبة اليربوعى فى خزانة الأدب (4/ 401)، وشرح اختيارات المفضل ص 146، ولسان العرب (حرم)، (بقى)، وتاج العروس (حرم)، (بقى)، وللأسود بن يعطر فى ملحق ديوانه ص 68، وشرح المفصل 1/ 31 وللأسود أو للكلحبة فى المقاصد النحوية 3/ 442، ولرؤبة فى مغنى اللبيب 2/ 264 وليس فى ديوانه وبلا نسبة فى شرح الأشمونى (2/ 325)، لكن يروى: (من خزيمة) بدلا من: (من جذيمة).
(¬3) سورة طه: 96.
(¬4) سورة يس: 40.
(¬5) سورة التوبة: 102.