كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 1)

وقد تواتر النّقل عن الأئمّة في تعظيم قدر هذا الحديث:
قال أبو عبد الله: ليس في أخبار النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - شيء أجمع وأغنى وأكثر فائدة من هذا الحديث.
واتّفق عبد الرّحمن بن مهديّ والشّافعيّ فيما نقله البويطيّ عنه وأحمد بن حنبل وعليّ بن المدينيّ وأبو داود والتّرمذيّ والدّارقطنيّ وحمزة الكنانيّ على أنّه ثلث الإسلام.
ومنهم مَن قال: رُبعه، واختلفوا في تعيين الباقي.
وقال ابن مهديّ أيضاً: يدخل في ثلاثين باباً من العلم.
وقال الشّافعيّ: يدخل في سبعين باباً، ويحتمل: أن يريد بهذا العدد المبالغة.
وقال عبد الرّحمن بن مهديّ أيضاً: ينبغي أن يجعل هذا الحديث رأس كلّ باب.
ووجّه البيهقيّ كونه ثلث العلم: بأنّ كسب العبد يقع بقلبه ولسانه وجوارحه، فالنّيّة أحد أقسامها الثّلاثة وأرجحها؛ لأنّها قد تكون عبادة مستقلة وغيرها يحتاج إليها، ومن ثَمَّ ورد: نيّة المؤمنِ خيرٌ من عمله (¬1)، فإذا نظرت إليها كانت خير الأمرين.
¬__________
(¬1) أخرجه البيهقي في " الشعب " (6595) من حديث أنس مرفوعاً.
قال البيهقي: إسناده ضعيف.
وقد ذكره ابن حجر في كتاب الصيام كما سيأتي. وعزاه للشهاب وضعّفه. انظر " المقاصد الحسنة ". للسخاوي رحمه الله.

الصفحة 13