كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 1)

أحدهما: الصّحّة , لأنّه ورد من طرق معلولة. ذكرها الدّارقطنيّ وأبو القاسم بن منده وغيرهما.
ثانيهما: السّياق , لأنّه ورد في معناه عدّة أحاديث صحّت في مطلق النّيّة كحديث عائشة وأمّ سلمة عند مسلم " يبعثون على نيّاتهم "، وحديث ابن عبّاس " ولكن جهاد ونيّة "، وحديث أبي موسى: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. متّفق عليهما (¬1).
وحديث ابن مسعود: ربّ قتيل بين الصّفّين الله أعلم بنيّته. أخرجه أحمد، وحديث عبادة: من غزا وهو لا ينوي إلاَّ عقالاً فله ما نوى. أخرجه النّسائيّ، إلى غير ذلك ممّا يتعسّر حصره.
وعُرف بهذا التّقرير غلط من زعم أنّ حديث عمر متواتر، إلاَّ إن حُمل على التّواتر المعنويّ فيحتمل.
نعم. قد تواتر عن يحيى بن سعيد. فحكى محمّد بن عليّ بن سعيد النّقّاش الحافظ أنّه رواه عن يحيى مائتان وخمسون نفساً، وسرد أسماءَهم أبو القاسم بن منده فجاوز الثّلثمائة.
وروى أبو موسى المدينيّ عن بعض مشايخه مذاكرة عن الحافظ أبي إسماعيل الأنصاريّ الهرويّ , قال: كتبته من حديث سبعمائةٍ من أصحاب يحيى.
¬__________
(¬1) حديث ابن عباس سيأتي شرحه إن شاء الله في كتاب الحج , برقم (224)
أما حديث أبي موسى. فسيأتي أيضاً آخر كتاب الجهاد. برقم (423)

الصفحة 15