كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 1)

وقد أخرجه عبد الرّزّاق عن ابن مسعود بإسنادٍ صحيح قال: كان الرّجال والنّساء في بني إسرائيل يصلّون جميعاً، فكانت المرأة تتشرّف للرّجل، فألقى الله عليهنّ الحيض ومنعهنّ المساجد. وعنده عن عائشة نحوه
وقيل: عامّ في جميع بنات آدم، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: هذا شيئ كتبه الله على بنات آدم. متفق عليه. فيتناول الإسرائيليّات ومن قبلهنّ.
قال الدّاوديّ: ليس بينهما مخالفة , فإنّ نساء بني إسرائيل من بنات آدم، فعلى هذا فقوله " بنات آدم " عامّ أريد به الخصوص.
قلت: ويمكن أن يجمع بينهما مع القول بالتّعميم , بأنّ الذي أرسل على نساء بني إسرائيل طول مكثه بهنّ عقوبة لهنّ لا ابتداء وجوده.
وقد روى الطّبريّ وغيره عن ابن عبّاس وغيره , أنّ قوله تعالى في قصّة إبراهيم (وامرأته قائمة فضحكت) أي: حاضت.
والقصّة متقدّمة على بني إسرائيل بلا ريب.
وروى الحاكم وابن المنذر بإسنادٍ صحيح عن ابن عبّاس: أنّ ابتداء الحيض كان على حوّاء بعد أن أهبطت من الجنّة.
وإذا كان كذلك فبنات آدم بناتها، والله أعلم.

الصفحة 365