كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 1)

السابقة. والتي نالت من هيبة الإمبراطورية التي فرضت ذاتها على زعامة الغرب لقيادة الحرب ضد المسلمين.
ونتج عن ذلك تعرض المسلمين في الأندلس لمزيد من القهر والاضطهاد بعد أن تجمعوا فوق بقعة محدودة ما بين ساحل البحر وجبال البشرات. فارتفعت أصوات الاستغاثة التي لم يعد باستطاعة خير - الدين تجاهلها أو التنكر لها، لا سيما وأنه تولى إنقاذ المسلمين في الأندلس وساعدتم يوم لم يكن يمتلك إلا إمكانات محدودة، فكيف به وهو يمتلك اليوم إمكانات أرهبت أكبر دولة أوروبية.
وهكذا مضى (خير الدين) ومعه (36) سفينة حتى بلغ السواحل الإسبانية التي التجأ إليها المسلمون، ولم يجرأ الأسطول الإسباني التعرض لأسطول (خير الدين) فأخذ هذا على سفنه أكبر عدد من الراغبين في الحفاظ على دينهم وكرامتهم. وكان يترك أكبر عدد من بحارته الجزائريين فوق الأرض الأندلسيين حتى يحمل مقابلهم عددا من النازحين. حتى إذا ما أوصلهم إلى الجزائر، عاد إلى إسبانيا ليأتي بغيرهم، وكرر غدوه ورواحه بين الساحلين سبع مرات متوالية حتى تمكن من إنقاذ سبعين ألفا من رجال الأندلس ونسائهم وأطفالهم، واشتد بهؤلاء ساعد المسلمين الذين نزلوا بمدينة الجزائر وسهل متيجة (متوجة) وعمروا مدنا مثل البليدة ودلس وأدخلوا إلى البلاد بقايا حضارتهم العريقة وصناعتهم وفنونهم وخبراتهم المختلفة.
عمل (خير الدين) بعد ذلك على تطوير صراعه، فاتخذ من جزائر (هيار) (¬1) الأندلسية قاعدة لعملياته في غرب المتوسط والمحيط
¬__________
(¬1) جزائر هيار: (ILES D'HYERES) مجموعة جزر تشكل أرخبيلا في البحر =

الصفحة 126