كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 1)

الإمبراطورية العثمانية، فخلف نائبه (محمد حسن آغا) على ولاية الجزائر. وسار توا نحو (إستانبول) على رأس جزء من الأسطول يتكون من عشرين سفينة وهناك، في دار الخلافة والسلطنة، استقبل السلطان سليمان القانوني أمير بحره (خير الدين) استقبالا يليق بأفضل المجاهدين وأكبر قادة المسلمين.
ولم يغادر (خير الدين) عاصمة الإمبراطورية، إلا وقد تولى لأول مرة قيادة أسطول ضخم يتكون من ثمانين سفينة، علاوة على سفن الأسطول الجزائري وبات بإمكان (خير الدين) مجابهة التحديات المتعاظمة للأسطول الصليبي - الإسباني.
ومن جهة أخرى أخذت الأمور في التدهور بسبب سوء إدارة الحفصيين (بتونس) , وكان الملك قد انتهى فيها إلى (السلطان محمد) الذي خلف أباه (محمد بن الحسن) على العرش الحفصي، والذي وصفته المصادر التاريخية بما يلي: (كان محمد بن الحسن مشتغلا باللهو والخمر، مهملا لأمور الملك، وترك خمسة وأربعين ذكرا. خلفه منهم الحسن، فقتل إخوته، ولم ينج منهم إلا (الرشيد وعبد المؤمن) لغيبتهما، واشتغل - مثل أبيه - بالخمور والفجور، وجمع حوله أكثر من أربعمائة غلام أمرد. فمالت عنه الأمة إلى الرشيد. ولجأ الرشيد إلى خير الدين صاحب الجزائر، واستعان به على حرب أخيه , وما كاد السلطان يطلع على حقيقة الحالة (بتونس) ويدرك أن هذه المدينة التي انحصر فيها ملك بني حفص، هي نقطة الضعف في التنظيم الإسلامي الجديد، وأن العدو يوشك أن ينقض عليها ليستخدمها مع طرابلس، لضرب هذا الجهاز ومحاولة تقويضه، حتى أمر خير الدين بالسير توا نحو تونس، وإبعاد هذه الأدران عنها). وصل الأسطول

الصفحة 128