كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 1)

واحتلوا حلق الوادي يوم 14 تمرز - يوليو - أي بعد شهر تقريبا. واحتلوا تونس ونكبوها يوم 21 تموز - يوليو - وقد حاول (شارلكان) التخفيف من وقع المذبحة، وإلقاء تبعاتها على أهل تونس، فكتب إلى عميله حاكم مدينة (بجاية) رسالة يوم 23 تموز (يوليو 1535 يقول فيها:
(ولكن، ربما أن سكان مدينة تونس لم يقابلوا ملكهم قبولا حسنا، كما يستحق، وكما هو واجبهم، فقد رأينا أن نأمر بنهب المدينة، انتقاما منهم على سوء سلوكهم).
استقر السلطان (الحسن بن محمد) على عرش تونس، فوق أشلاء أمته الممزقه وعلى جثث الضحايا من رجال قومه ونسائهم وأطفالهم. وعقد مع الإسبانيين معاهدة نصت على ما يلي:
1 - اعتراف الدولة الحفصية بتبعيتها للدولة الإسبانية.
2 - ملكية الإسبانيين ملكية مطلقة لمرسى (حلق الوادي) و (قرطاجنة) و (مدينة عنابة) و (مدينة المهدية).
3 - إلتزام السلطان بألا يدخل بلاده أحدا من مهاجري الأندلس، يهوديا كان أو مسلما.
وانسحب (شارلكان) بأسطوله ومعظم جيشه إلى قاعدقه في صقلية. وعاد (خير الدين) إلى قاعدته الأساسية (في الجزائر) بعد أن عانى وقواته من الجوع والظمأ والحر. واستقر حينا بمدينة (قسنطينة). واستقبل أهل الجزائر رجوعه بالبهجة. وانصرف (خير الدين) لإعادة تنظيم قواته من أجل استئناف الجهاد ضد الإسبانيين، لا سيما وقد ظهر بوضوح أن (شارلكان) قد صمم على تدمير دولة الجزائر مهما بلغ الثمن وقد تبين أن مخطط (شارلكان) يعتمد على انتقاص حدود

الصفحة 132