كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 1)

الجزائر بصورة تدريجية قبل الانقضاض على قلبها (عاصمتها). ومن أجل ذلك، فقد قام بالاستيلاء على (مرسى هنين) ومدينتها.
كانت مدينة (هنين) هي المرسى الطبيعي لعاصمة تلمسان، نظرا لقرب المسافة بينهما، إذ تقع داخل جون حسن، في منتصف الطريق بين (بني صاف) و (جامع الغزوات) وبينهما وبين تلمسان - على خط مستقيم - مسافة (45) كيلومترا , وكان ملك (تلمسان) قد أرسل مددا لمرسى هنين عندما قام الإسبانيون باحتلال مدينة (وهران) في سنة 1509.وقام بتحصينها وتنظيم الدفاع عنها نظرا لما لها من أهمية اقتصادية باعتبارها مركز المبادلات التجارية مع أوروبا بصورة عامة ومع بلاد البندقية بصورة خاصة.
ووجه الإمبراطور (شارلكان) أمرا إلى قائده (دون الفارو دوبازان) في شهر آب (أغسطس) سنة 1531، باحتلال مدينة (هنين) ومهاجتها بقوة. ولم يتأخر (دوبازان) عن تنفيذ الأمر، فركب وجيشه البحر على متن 11 سفينة حربية بالإضافة إلى سفينتين ناقلتين للجنود، وأخذ معه أعتدة وموادا تموينية تكفيه لمدة شهرين. وخرج - من مالقة في شهر آب (أغسطس). ثم حل بمدينة وهران حيث انضمت لقوته مجموعة من المقاتلين تتكون من (250) جنديا، وغادرها يوم (عيد سان برتلمي - في 24 آب - أغسطس) ووصل إلى مدينة هنين يوم 8 أيلول - سبتمبر - سنة 1531. ودخل الأسطول الإسباني المرسى واحتل المدينة والقصبة.
لم تكن المدينة تتوقع هذا الهجوم المباغت، ولم تكن قوة الحامية متمركزة في مواقعها عندما وقع العدوان وعلى الرغم من ذلك فقد قاوم المواطنون عملية الغزو وقتلوا (40) إسبانيا، بالإضافة إلى مائة

الصفحة 133