كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 1)

من اليهود الحذرين الأذكياء، وهما أفضل من وجدت هنا. وسارت الأمور سيرا حسنا في بداية الأمر، لكن الأحوال ساءت عندما حل بتلمسان مندوب من قبل التركي العظيم (سليمان القانوني) إذ أظهر مولاي محمد عندها الاعتزاز بالرسول التركي، مما جعله لا يقف عند حدود عدم استقبال المندوبين اليهوديين، بل إنه أسلمهما للقتل. وفي هذه الأثناء، أعلمني الأمير عبد الله بأنه سيحل قريبا بوهران، بصحبة نسائه وأولاده والشيوخ المنضمين تحت لوائه، وأعلمني كذلك أنه سيسلم إلي الرهائن التي طلبناها منه. وأشعر في الواقع بالحيرة، لأنني كنت أخبرت الأمر بأنه إذا ما وضع عائلته عندنا في مدينة وهران، وحذا الشيخ المنثمون إليه حذوه، فإن جلالتكم سوف تسلمون له العون من مال ورجال حتى يحتل مدينة تلمسان، على شرط أن يكون أكثر وفاء من أخيه في تنفيذ شروط الاتفاقية التي ستعقد معه).
3 - وكتب حاكم (هنين) رسالة للإمبراطور (شارلكان) في يوم 26 نيسان - أبريل - 1534 يصف بها حالة (الموقف) في تلمسان؛ وجاء في الرسالة ما يلي:
(كتبت منذ أيام لجلالتكم أعلمكم أنني اتصلت من جواسيسنا بأخبار عن مولاي محمد ملك تلمسان، أنه قد استعرض يوم 20 من هذا الشهر جيشا أعده لقتالنا، وهذا الجيش مستعد للسفر حيثما يريد. وأخبرني أحد هؤلاء الجواسيس أن الملك قد اتصل برسول من الجزائر يحمل إليه رسالة تخبره بموت - خير الدين - بربروس. فحزن الملك حزنا شديدا، وألقى بنفسه فوق الأرض نائحا منتحبا، ثم نهض وقال للشيوخ الذين كانوا حوله، بما أن والدي بربروس قد مات، فلم يبق لنا من عمل نعمله، وطلب إليهم أن يعودوا إلى بلادهم ريثها

الصفحة 140