كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 1)

يحصل من الأتراك على العون والتأييد من جديد. فلما سمع الشيوخ حديثه، خرجوا من عنده وكلهم يقول فيه سوءا. ويقول بعض الجواسيس الآخرين أنه جاءت بعد ذلك رسالة من الجزائر تؤكد أن بربروس لم يمت، إنما هو في مكان مجهول. ويقول البعض أن الملك مولاي محمد لا يريد أن يحارب النصارى، لأنه رجل ليس له إرادة على القتال وأنه منصرف إلى ملذاته، وغارق فيها، وأنه لا يفكر إلا في ابتزاز المال من أية جهة كانت. ويقولون إنه جاء من مدينة الجزائر بزوجتين دخل بهما في هذه المدينة، وجاء كذلك بزوجتين أخذهما بمدينة (فاس) عندما كان محاربا لأبيه. وبعدما تولى الملك بتلمسان، تزوج ست عشرة مرة، ولا يفعل شيئا إلا إقامة الحفلات والأفراح، ويلح في طلب المال من أهل المدينة ومن العرب واليهود).
4 - وعندما اندلعت الحرب بين الأخوين ملك تلمسان (محمد) وأخيه (عبد الله) الذي كان الإسبانيون يناصرونه ويناصرون جده (ابن رضوان) انتصر ملك تلمسان، وكتب حاكم وهران (الكونت دي الكوديت) تقريرا بتاريخ 12 تموز - يوليو - 1535 رفعه للإمبراطور شارلكان، وجاء فيه:
(إن - ابن رضوان - لا يفكر إلا في أمر واحد ألا وهو الانتقام وأخذ الثأر من مولاي محمد. ولقد طلب مني الإذن بالقدوم إلى وهران، وكذلك طلب بقية الشيوخ الذين بقوا على ولائهم له. وقد منحتهم الإذن. وبما أنه من المهم جدا بالنسبة إلينا أن يبقى العرب دوما مختلفين، فقد حرضت ابن رضوان والشيوخ الذين معه على مواصلة القتال ... وعلى كل فإنني مواصل الجهود لكي يتفاقم أمر الخلاف بين الطرفين).

الصفحة 141