كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 1)

لقد نجحت هذه السياسة في تحقيق أهدافها، وكان من بعض نتائجها تثبيت أقدام الإستعماريين الإسبانيين فوق بعض مواقع المغرب العربي - الإسلامي. وكان من بعض نتائجها إخضاع الحكام وإشاعة روح التخاذل وهي الروح التي وجدت تعبيرا لها في التحالفات التي أقامها الحكام الإسبان مع بعض الحكام (مثل المعاهدة الإسبانية مع ملك تلمسان) (¬1).
لقد كانت عملية (التفتيت المادي والمعنوي) لقوى العرب المسلمين هي المرحلة التمهيدية لتطوير الأعمال العدوانية، والتي سبقتها عملية جمع معلومات دقيقة عن موازين القوى وتوزيعها وإمكاناتها (أعمال الجاسوسية) وقد يكون من الصعب استقراء كافة البيانات والتقارير المتوافرة في هذا المجال غير أنه ليس من الصعب أبدا معرفة الصورة الإجمالية للجهد المبذول خلال مرحلة الإعداد للمرحلة التالية من الحرب، عبر التقريرين التاليين.
5 - تقرير سري إسباني عن قوة الجزائر - سنة 1533:
(يحكم الجزائر الآن (حسن آغا) وينوب عنه في حالة غيابه (حاج باشا) و (القائد الصرردو). ويوجد بمدينة الجزائر (1800) تركي , أما ببقية البلاد فيوجد من الأتراك: في تنس 20، في برسك 10، في شرشال 30، في المدية 150، في مليانه 100، في تادلس 60، في بنوره - أوزنوره - 20، في جيجل 20، في القل 20، في قسنطينة 300، فيكون المجموع 735. وهكذا يوجد (2600) تركي تقريبا، وتوجد بمدينة الجزائر (3) آلاف عائلة عربية تقريبا و (300)
¬__________
(¬1) أنظر نص هذه المعاهدة في (قراءات - 4) في نهاية الكتاب.

الصفحة 142