كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 1)

وعندما أصبحت الحملة جاهزة للتحرك أصدر البابا يوحنا الثالث بيانا نشره على البلاد الأوروبية كلها، أعلن فيه أن هذه الحملة هي حملة صليبية، وأن واجب كل مؤمن بالمسيح مخلص للنصرانية، أن ينضم إليها وأن يشارك في محاربة الكافرين.
وحاولت إسبانيا خلال ذلك إضعاف البحرية العثمانية عن طريق محاولة استمالة (خير الدين - بربروس) وذلك بأن تم إرسال جواسيس من قبل (شارلكان) إلى إستامبول للإتصال مع (خير الدين) ومفاوضته على أساس تعيينه (ملكا) على الشمال الأفريقي كله، واعتراف إسبانيا بملكيته مقابل اعترافه بتبعيته لشارلكان ودفع جزية سنوية محددة. ودخل (خير الدين) في المفاوضات التي استمرت على فترات متناوبة طوال سنتين تحت أشراف (أندريا درريا). وكان (خير الدين) يطلع السلطان على تطور المفاوضات في كل مرحلة من مراحلها، وعندما وصلت مهمة وفد المفاوضات المكون من ثلاثة مفاوصين برئاسة الدكتور (أومبرو) حتى نهايتها، ووفقا لخطة متفق عليها بين خير الدين والسلطان بادر هذا بإلقاء القبض على (الجواسيس الثلاثة) وأودع الدكتور (أرمبرو) في سجن (قلعة الحصون السبعة) بتهمة حث أحد الرعايا العثمانيين على العصيان. وكان وقع هذا الفشل مريرا على نفس (أندريا دوريا) بقدر ما كان مزعجا لإمبراطوره (شارلكان) الذي علق أملا كبيرا في إحراز نصر كبير بثمن بخس إن هو استطاع ضم (خير الدين) لقوته.
ولم يبق أمام (شارلكان) غير الحرب، فتحرك بأسطوله الضخم مغادرا (مرسى ماهون) يوم 18 تشرين الأول - أكتوبر - سنة 1541، ووصل إلى (جون الجزائر) في الساعة السابعة من صباح يوم (20)

الصفحة 150