كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 1)

تشرين الأول - أكتوبر - وأخذ في إجراء عرض قواته البحرية أمام مدينة الجزائر لإرهاب حاميتها ثم توجه بأسطوله إلى طرف الخليج المقابل لمدينة الجزائر، عند رأس (تامنتغوس - أو تامانتغوس) وخيم هناك مؤقتا، ثم عاد مباشرة نحو الضفة اليسرى لوادي الحراش. وهناك أخذ بإنزال جنده منذ فجر يوم الأحد 23 تشرين الأول - أكتوبر - وفي الساعة التاسعة من اليوم ذاته، نزل الإمبراطور إلى الأرض، محاطا بالأشراف والنبلاء ورجال الحاشية، وأقام المركز العام لأركان حربه الإمبراطوري عند (الحمة أو الحامة) شرقي مدينة الجزائر (حيث حديقة التجارب الآن). وذلك على مقربة من مركز التجمع العام. الواقع بين الحمة وضفة الحراش.
فأسرع (محمد حسن) بتجميع كل ما لديه من القوى، واستعد للدفاع، وقرر مع أركان حربه تطبيق الخطة التي نجح الجزائريون في تنفيذها خلال معاركهم السابقة مع الإسبانيين والتي مكنتهم من النصر مرتين متتاليتين. فتحصنوا في المدينة ينتظرون تطور الأحداث ويراقبون بدقة تحركات الإسبانيين ومناوراتهم.
وعلى هذا فما أن وطأت أقدام الإسبانيين أرض الجزائر، حتى انطلق المجاهدون الجزائريون للعمل تحت قيادة (المجاهد الحاج بشير) وهم يحيطون بالقوات الإسبانية من كل اتجاه، ويوجهون إليها ضربات مباغتة سريعة بواسطة زمر من الفرسان القليلة في عدد أفرادها والسريعة في انقضاضها وانسحابها بحيث لم تترك للقوات الإسبانية فرصة للراحة أو النوم.
وقرر الإمبراطور البدء بتنفيذ معركته في يوم 24 تشرين الأول - أكتوبر - فتولى بنفسه قيادة التحرك نحو الأمام، على رأس الفيلق

الصفحة 151