كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 1)

الألماني، وترك للفريق الإيطالي وفرسان مالطة مهمة حماية المؤخرة تحت قيادة حفيد البابا (كاميل كالونا). واستمر الإمبراطور في تقدمه، واستمر المجاهدون في الإغارة على القوات الإسبانية، وأرغموها على التوقف حينا عند إحدى الربوات، وفي النهاية وصلت القوات الإسبانية إلى (كدية الصابون - الواقعة على مرتفع خلف مدينة الجزائر)، حيث دارت معركة قاسية مع المجاهدين، تمكن الإمبراطور بعدها من احتلال الموقع الاستراتيجي (للكدية). ووضع أعتدته الثقيلة فيها واتخذ منها قاعدة للهجوم ثم بدأ على الفور بتوسيع قاعدة عملياته، فاحتل مجموعة التلال التي تصل ما بين (كدية الصابون) و (قنطرة العفرون) قرب البحر غربي الجزائر. وبذلك باتت مدينة الجزائر مطوقة ومعزولة في البر والبحر.
وعند ذلك، أرسل (شارلكان) من قبله مندوبا (هو الفارس لورنزو مانويل) لإقناع حامية الجزائر بالاستسلام بعد أن باتت مطوقة، وبعد أن ظهر لها مدى التفوق الكبير في القرى التي أحاطت بالمدينة، ووصل المندوب إلى الجزائر، وأبلغ (محمد حسن) الرسالة التي يحملها وهي كالتالي:
(أنا ملك إسبانيا الذي استولى على تونس وأخرج منها خير الدين، وتونس أعظم من الجزائر وخير الدين أعظم منك) فأجابه (محمد حسن آغا) بالرساله التالية: (غزت إسبائيا الجزائر في عهد عروج مرة، وفي عهد خير الدين مرة، ولم تحصل على طائل، بل انتهبت أموالها وفنيت جنودها، وستحصل المرة الثالثة كذلك إن شاء الله).
في الليلة ذاتها، وصل إلى معسكر شارلكان رسول من قبل والي

الصفحة 152