كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 1)

القوات الإيطالية، واضطر المجاهدون الجزائريون لإيقاف هجومهم حتى لا يتعرض طريق انسحابهم للتهديد. وفي الوقت ذاته اندفع القائدان الصليبيان (كولونا والأمير صالمون) ومعهما زمرة من الفرسان لإيقاف الفرقة الإيطالية، ومنعها من التوغل في فرارها، وأمكن لهما بعد جهد كبير إيقافها وإعادة تجميع من بقي منها بعيدا عن أرض المعركة.
عند هذه المرحلة أصدر القائد (الحاج البشير) أمره إلى المجاهدين بالتراجع المنظم مع المحافظة على التماس مع العدو حتى الوصول إلى أسوار مدينة الجزائر وتحصيناتها، وتم تنفيذ عملية التراجع بطريقة رائعة حسبها فرسان ماطلة انسحابا من المعركة. فانطلقوا بثقل قوتهم لما حسبوه مطاردة، حتى إذا ما وصل المجاهدون بكتلتهم المنظمة إلى مسافة قريبة من حصن (باب عزون) قام رجال الدفاع الجزائريون بفتح الأبواب، ودخل المجاهدون، ثم أغلق الباب بسرعة وأحكم رتاجه وبقيت قوات العدو مكشوفة تجاه السور، تحت سيل المطر الغزير، ولم يعد باستطاعة فرسان مالطة التقدم إلى الأسوار واقتحامها، كما لم يعد باستطاعتهم التراجع بعد أن أصبح سلاح الجزائريين يحصدهم جميعا من وراء ظهورهم.
وامتطى الإمبراطور (شارلكان) صهوة جواده حين بلغته أنباء الكارثة التي نزلت بالقوة الإيطالية، وتقدم مع النبلاء ورجال الحاشية ومهرة الفرسان لنجدة فريق مالطة واقتحم مع قواته منطقة الخطر تحت نيران الحصون الجزائرية ففقدت القوات نصف عدد أفرادها. وأثناء ذلك لم يوقف الجزائريون من عرب الداخل عملياتهم على مؤخرة القوات المعادية. وزاد الأمر سوءا بالنسبة لقوات الفرنج الصليبيين

الصفحة 155