كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 1)

ولتقديم خدماتهم لإخوانهم المجاهدين في سبيل الله في الوقت ذاته. فتركوا المجاذيف، واندفعوا يجرون سلاسلهم وأغلالهم الثقيلة ويبغون النجاة مهما كان الثمن. وأدت هذه العملية إلى ارتطام (16) سفينة حرببية بجدران الساحل. ونجح المجاهدون الجزائريون في إنقاذ ألف وأربعمائة بحار منهم، وأنزلرهم الجزائر.
وأراد الإمبراطور (شارلكان) وأركان حربه إنقاذ ما يمكن إنقاذه مما قذف به الأسطول إلى ساحل البحر من سلاح وعتاد إلى جانب إنقاذ البحارة من القتل أو الأسر أو الغرق بعد أن انقلبت سفنهم وباتوا وهم يئنون تحتها بين الأمواج المتلاطمة. فبعثوا فرقة إنقاذ إلى الساحل، غير أن هذه الفرقة وقفت عاجزة عن القيام بأي عمل. فقد سبقهم المجاهدون واستولوا على كل ما قذف به البحر، أما بقية محتويات السفن فقد أخذت طريقها إلى عمق المياه، بما في ذلك المدفعية والمعدات والذخائر والمواد التموينية. وانتشرت قطع السفن المدمرة فغمرت مياه الساحل على امتداد مائتي كيلو متر، ما بين شرق دالس وغرب شرشال.
وكان (أندريا دوريا) يشرف على العمليات البحرية من فوق ظهر سفينته الضخمة (طومبيراس) ويحاول الدفاع عن رجاله وحماية متاعه وكل ما قذفت به الأمواج على الساحل وذلك بمنع وصول المجاهدين إليه، فكان يتقدم من الساحل وهو يصارع الأمواج، ويتابع رمي قنابله وقذائف مدفعيته، غير أن محاولاته لم تحقق هدفها، بل إنها زادت من حجم الكارثة وتسببت في تدمير سفينة حربية أخرى.
لم يفقد الإمبراطور (شارلكان) رباطة جأشه، وعلى الرغم من

الصفحة 157