كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 1)

المتوسط، وبجهة الأندلس موطن أمه بصفة خاصة. واختار جزيرة جربة قاعدة لنشاطه، وهناك انضم إليه أخوه خسرف، وقد أصبح مثله على رأس سفينة قرصنة حربية، وانطلقا من هناك إلى ناحية الأندلس، ينصران الإسلام، ونتقذان اللاجئين الأندلسيين إلى العدوة المغربية. ويمعنان في أساطيل النصارى تدميرا وأسرا. هنالك أطلق النصارى لقب (بربروس) على كل من الأخوين (عروج وخسرف).
وهنالك أيضا اقترح بعض الأندلسيين والمغاربة على (خسرف) أن يغير اسمه، وأطلقوا عليه منذ تلك الساعة اسم - خير الدين -.
كان (بنو حفص) يحكمون تونس وطرابلس والشرق الجزائري، وفي سنة (1510 م) تقريبا رأى السلطان الحفصي أبو عبد الله محمد أن يستعين بهذين البطلين لحماية الدين والدولة من إغارات النصارى وهجماتهم البحرية، وأن يجعل مما يدفعانه من خمس الغنائم موردا يدعم خزانة الدولة التي لم تكن مزدهرة، فاقطعهما مرفأ (حلق الوادي) يتخذان منه قاعدة لمحاربة من يحارب الإسلام.
خرج الأخوان (عروج وخير الدين) من قاعدتهما الجديدة ومعهما قوة ثلاث سفن صغيرة، وعندما أوغلا في البحر اصطدما بسفينة حربية كبيرة كانت تنقل من نابولي إلى برشلونة ثلاثمائة جندي إسباني. وكانت سفينة نابولي أقوى بحجمها وبنيران مدفعيتها من قوة مجموعة السفن الثلاث. وعلى الرغم من ذلك فقد قرر الأخوان (عروج وخير الدين) مهاجمتها انتقاما لما كان يرتكبه الإسبان من جرائم ضد المسلمين.
واندفعت السفن الثلاث الصغيرة في محاولة لأسر السفينة غير

الصفحة 28