كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 1)

(أندريا - دوريا) والذي كان يعمل في حينها في خدمة فرنسا، فأسرع بقيادة أسطوله، ودخل (جيجل) واشتبك مع أهلها المسلمين في معركة وحشية، وأخرجهم منها , ودعم حاميتها الجنوية لتمارس دورها التجاري الذي كان لها من قبل. وعاد أهل (جيجل) المشردون فاستنجدوا (بعروج) وأعلنوا له استعدادهم لدعمه بكل ما يستطيعونه، وتم الاتفاق على موعد الهجوم، ومضى المجاهدون في استعداداتهم. وقاد (عروج) قوته البحرية ومعه إخوته، حتى إذا ما وصل (جيجل) بدأ هجومه على الفور، وتم إنزال القوات البحرية، وتأمين الاتصال مع مجموعات المجاهدين، من أهالي جيجل بصورة خاصة - وبعد معركة عنيفة وقاسية استطاع المسلمون اقتحام المدينة وإبادة حاميتها إبادة تامة. ورجع أهل البلدة إلى ديارهم، وشاركوا بقية المجاهدين في قسمة الغنائم الوفيرة التي كانت في المركز التجاري وذلك في سنة (1514 م).
وتمكن عروج من تحقيق هدف مزدوج، فقد استطاع طرد أعداء الدين من بلدة إسلامية، وهي أول بلدة ينقذها على ساحل البلاد - التي أصبحت فيما بعد تدعى البلاد الجزائرية وحصل أيضا على قاعدة صلبة ومأمونة - برية بحرية - يمكن له الانطلاق منها لتطوير أعماله القتالية. وهكذا استقر عروج في جيجل تحيط به حماية أهلها الذين بادلوه إخلاصا بإخلاص ووفاء بوفاء. وكان لا يزال في حاجة لفترة من الراحة حتى تشفى جراح ذراعه المبتورة، وقد أفاد من فترة الهدوء هذه، فعمل على تطوير اتصالاته بمختلف الوفود الإسلامية التي أخذت في التوجه من كل المغرب الأوسط لتلقي عليه مسؤولية طرد أعداء الدين من بلاد المسلمين، ولتعاهده على تقديم ما تستطيعه من الدعم والمساعدة , وفي تلك الفترة، ارتفعت الاستغاثات من

الصفحة 89