كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 1)

وبين زمر المجاهدين المنتشرين في كل مكان من جهة أخرى.
وأصيبت القوات الإسبانية بأول خيبة أمل عندما طال انتظارها لوصول (جيش تنس) بدون أن تظهر ولو بادرة واحدة تشير إلى احتمال ظهور هذا الجيش وأصيبت القوات الإسبانية بخيبة أمل ثانية عندما لم يقم عملاؤها بحركة تمرد داخل الجزائر تفتح لهم أبواب المدينة فيقتحمونها بحد أدنى من الجهد. وزاد حجم الضربات الموجعة التي كان يوجهها المجاهدون، ولم يبق أمام قائد القوات الإسبانية إلا الانسحاب في اتجاه الساحل للتوقف في السهل تحت حماية مدفعية الأسطول القوية. وكان هذا التحرك هو ما ينتظره (عروج) إذ ما كادت القوات الإسبانية تقوم بتراجعها حتى فتحت الجزائر أبوابها، وأطلقت مجاهديها دفعة واحدة حتى لم يبق فيها رجل يستطيع حمل السلاح إلا وانطلق إلى ميدان المعركة وكانت قوات المجاهدين المسلمين تتكون من:
1 - الأتراك أصحاب عروج، وهم فئة قليلة، انحصر واجب أفرادها بقيادة القوات والتقدم أمامها.
2 - رجال الأندلس المهاجرين، والذين قال عنهم الملك الإسباني (فيليب الثاني) (¬1) لسفر فرنسا في بلاطه (فوكفولس)، , (يوجد في مدينة الجزائر خمسة عشر ألفا ممن يحسنون استخدام الأسلحة النارية من بينهم عشرة آلاف من العرب المسلمين الذين أخرجوا من
¬__________
(¬1) فيليب الثاني: (PHILIPPE II) ابن شارل الخامس (شارلكان) وإيزابيلللا البرتغالية، وهو من مواليد مدينة ابن الوليد (VALLADOLID) (1527 - 1598) . اشتهر بتعصبه الشديد للكاثوليكية، واعتماده المطلق على القوة المسلحة لفرض هيمنة إسبانيا الكاثوليكية وبناء عظمتها، بهدف السيطرة على فرنسا، غير أن محاولاته العسكرية ومغامراته باءت بالفشل وكذلك فشل أسطول (الأرمادا) الذي بعث به إلى إنكلترا في =

الصفحة 98