كتاب الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم (اسم الجزء: 1)

تسديد عمليات القصف العراقي على إيران. وكشفت تحقيقات أجريت عام 1992م أن الولايات المتحدة سلمت العراق 19 حاوية من بكتيريا الجمرة الخبيثة، جهزتها شركة (أميركان تيب كيلتشر كومباني) التي يشرف عليها الجيش الأميركي، وظلت القروض والمنح والتسهيلات الأميركية تتوالى حتى عام 1990م .. فما الذي حدث؟ (¬1).

الحرب الجديدة
تقول مجلة (جون افريك): "إن النزاع لم يبدأ مع دخول القوات العراقية إلى الكويت، وإنما بدأ يوم خروج العراق منتصراً على إيران عام 1988م حيث فتح أعداؤه عليه حرباً جديدة بدءوها بتصعيد حملة إعلامية واقتصادية معادية ضده، خصوصاً بعد أن وجدوا أن القيادة في العراق مصممة على مواصلة نهجها في تطوير الصناعة والتنمية، وفي رفع قدرات العراق العلمية والتقنية". فبعد ثلاثة اشهر فقط من وقف إطلاق النار بين العراق وإيران، أرسل الضابط نورمان شوارسكوف تقريراً سرياً إلى الأركان العامة يؤكد فيه أن أسوأ ما يمكن أن يحصل في منطقة الخليج هو استيلاء العراق على آبار النفط السعودية، فكان بذلك أول من أثار فرضية التهديد العراقي ومفهوم (الجيش الرابع في العالم) " (¬2).
وفي تشرين 1989م استدعى رئيس الأركان (باول) الضابط (شوارسكوف) لمقابلة وزير الدفاع (ديك تشينى) الذي سأله عن رأيه بالبلد الذي يشكل التهديد الأهم بالنسبة لأمن الخليج .. العراق أم إيران؟ فأجاب (شوارسكوف) في الحال .. العراق. وهنا شرع (تشينى) (وباول) في إعداد برنامج معلوماتي ضخم تحت اسم (لعبة الحرب) هدفه إعداد واختبار جميع السيناريوهات التي تنتج عن هجوم عراقي على السعودية، وإمكانيات الردود الأمريكية، حيث تم وضع خطه لمجابهة العراق، تم مباركتها من قبل الكونغرس الأمريكي.
¬_________
(¬1) حرب آل بوش (أسرار النزاع التي لا يمكن الأعتراف بها) - تأليف: أريك لوران، ترجمة: سلمان حرفوش - بيروت، لبنان، دار الخيال- ط.1 2003 - عرض/إبراهيم غرايبة- الجزيرة نت
(¬2) عاصفة الصحراء - أسرار البيت الأبيض - الجزء الثاني من الملف السري لحرب الخليج - اريك لوران- ص15 - ترجمة محمد مستجير - ط1

الصفحة 176