كتاب موسوعة الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 1)

وبهذا النظر والفكر والتدبر يصل إلى ربه الذي خلقه وصوره فيعبده وحده لا شريك له.
قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32)} [يونس:31 - 32].
الرابع: أن نعلم ونتيقن أن خزائن كل شيء عند الله وحده لا شريك له، فنسأله وحده، ولا نلتفت إلى غيره.
فهو الملك الغني الكريم الرحيم، وخزائنه مملوءة لا تنقص أبداً.
خزائن الطعام والشراب .. وخزائن الحبوب والثمار .. وخزائن الأموال والمعادن .. وخزائن المياه والبحار .. وخزائن الرياح والجبال .. وخزائن النبات والطير والحيوان.
وخزائن الرحمة والهداية .. وخزائن السلامة والعافية، وخزائن الأمن والتوفيق .. وخزائن العلم والإيمان، وخزائن الأخلاق والتقوى .. وغير ذلك مما لا يحصيه إلا الله.
فكل ما نحتاجه .. وكل ما نريد .. نطلبه من الله .. ونسأله إياه .. فهو سبحانه الكريم الصمد، قاضي الحاجات، ومجيب الدعوات، وخير المسؤولين، وأجزل المعطين، وأكرم الأكرمين.
لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع.
1 - قال الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)} [الحِجر:21].

الصفحة 120