كتاب مناقب الشافعي للبيهقي (اسم الجزء: 1)

حج هارون الرشيد فقال له جعفر: يا أمير المؤمنين قد اجتمع عندكم عالم العراق وعالم الحجاز: «مالك» و «أبو يوسف» فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بهما، يتناظران. فقال هارون لمالك: يا أبا عبد الله، ناظر أبا يوسف قال: فأمسك، فأعاد عليه فأمسك قال: فقال مالك: يا أمير المؤمنين، إنما يناظِر العالِمُ العالِمَ ليتعلم الناس فيما بينهم، أو عالمُ يتعلم منه. فأما هذا فقد باعده الله من ذلك. قال:
فاشتد ذلك على هارون فقال له «مالك»: يا أمير المؤمنين، نشدتك بالله، هل تعلم أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، صدَّق ماله؟ وأبو بكر صدَّق ماله؟ وعمر كذلك؟
فقال: اللهم نعم.
قال: فهذا يزعم أن فعل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والأئمة الراشدين باطل.
قال: فقال هارون: يا أبا يوسف، ما تقول في الوقف؟
قال: كان أبو حنيفة لا يراها، وأنا فقد رأيت أن أخرجها إذا كان من الثلث قال: فأعرض هارون عنه.
* * *
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني الحسين (١) بن أبي الحسن الدارمي،
---------------
(١) في ا: «الحسن».

الصفحة 506