كتاب مناقب الشافعي للبيهقي (اسم الجزء: 1)

عليه وسلم فيقولون: قال مالك: فقال الشافعي: إن مالكا آدمي قد يخطئ ويغلط. فالذي دعاه إلى أن وضع عليه هذا الكتاب: ذلك. وكان يقول: كرهت أن أفعل ذلك، ولكني استخرت الله في ذلك سنة كذا. حكاه الساجي.
وأبين من هذا ما أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: حدثنا الحسن بن رشيق المصري، إجازة، قال: حدثنا محمد بن يحيى بن آدم قال: حدثنا الربيع بن سليمان قال:
سمعت الشافعي يقول:
قدمت مصر ولا أعرف أن «مالكا» يخالف من الأحاديث (١) إلا ستة عشر حديثا، فنظرت فإذا هو يقول بالأصل ويدع الفرع، ويقول بالفرع ويدع الأصل.
وهذا الذي حكاه عنه الربيع هو الأصل في وضعه عليه. وذلك بَيِّنٌ في كتابه الذي وضعه عليه، وهو أنه بدأ الكتاب بما (٢) أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو قال: حدثنا أبو العباس الأصم قال: حدثنا الربيع بن سليمان قال (٣):
قال الشافعي رحمه الله: إذا (٤) حدث الثقة عن الثقة حتى ينتهي إلى رسول
---------------
(١) في ح: (من حديثه».
(٢) في ا: «ما».
(٣) الأم ٧/ ١٧٧.
(٤) الذي في اختلاف مالك والشافعي:
سألت الشافعي: بأي شيء تثبت الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقال: قد كتبت هذه الحجة في كتاب «جماع العلم». ...
فقلت: أعد من هذا مذهبك ولا تبال أن يكون فيه في هذا الموضع.
فقال الشافعي: إذا حدث الثقة ... الخ.

الصفحة 509