كتاب مناقب الشافعي للبيهقي (اسم الجزء: 1)

فقال الشافعي: يلزمه أن يقول: من ترك الصلاة [ليلة القدر لزمه ألف يوم لأن (١)] ليلة القدر خير من ألف شهر.
قلت: وإنما حملني على بيان ما حمل الشافعي، رضي الله عنه، على خلاف مالك في بعض المسائل إبلاء (٢) عذره في ذلك. ومع خلافه إياه هو قائل بفضله وتقدُّمه فيما هو مقدّم فيه من الحديث وغيره. رحمنا الله وإياه.
وقد ذكرنا في هذا الكتاب مناظرة الشافعي لمحمد بن الحسن في تقديم مالك.
وحين وضع ذلك الكتاب لم يقصد به الردّ على مالك، ولم يصرح به.
وحين قال له الربيع - وكان يذهب في الابتداء مذهب مالك: فاذكر مما روينا شيئا (٣) - يعني فخالفناه - فقال الشافعي: لا أرب لي في ذكره وإن سألتني عن قولي لأُوَضّح لك الحجة فيه.
قال الربيع: فقلت للشافعي: لست أريد مسألتك ما كرهت من ذكر أحد، ولكني أسألك في أمر أحبّ أن توضّح لي فيه الحجة. قال: فسل. فجعل الربيع يسأله وهو يجيب.
وجملة الكتاب فيما قرأته على أبي سعيد بن أبي عمرو أن أبا العباس الأصم حدثهم قال: حدثنا الربيع قال: حدثنا الشافعي. فذكره.
---------------
(١) زيادة واجبة.
(٢) في ح: «إبداء».
(٣) في الأم ٧/ ١٨٤: «فقلت للشافعي: فاذكر مما روى شيئا، فقال: لا أرب».

الصفحة 516