كتاب مناقب الشافعي للبيهقي (اسم الجزء: 1)

وبهذا الإسناد قال إبراهيم بن محمود: وقلت للربيع: سمعتَ الشافعي يقول: إذا جاوز الحديث الحرمين ضعف نُخُاعُه؟ قال: نعم (١).
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني دعلج بن أحمد السجزي قال:
حدثنا أحمد بن علي الأبار قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال:
قال الشافعي رضي الله عنه في شيء ناظرته فيه: والله ما أقول لك إلا نُصْحاً: إذا وجدت أهل المدينة على شيء فلا يدخلن قلبَك شكٌّ أنه الحق. وكل ما جاءك وإن صح وقوى كلّ القوة ولم تجد له بالمدينة أصلا وإن ضعف - فلا تعبا به ولا تلفتْ إليه.
وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: حدثنا أبو الحسن: علي بن محمد ابن عمر الرازي الفقيه قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول:
سمعت الشافعي يقول: والله لو صح الإسناد من أصحاب أهل العراق غاية ما يكون من الصحة ثم لم أجد له أصلاً - يعني بالمدينة ومكة - على أي وجه كان، مرسلا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أو متصلاً، أو قال به واحد من علماء الحجاز، أو على أي وجه كان - لم أكن أعبأ بذلك الحديث على أي صِحَّة كان.
هكذا كان يقول الشافعي، رضي الله عنه، وكذلك كان يقول مالك ابن أنس والمتقدمون من أهل الحجاز؛ لما ظهر من تدليسات - يعني أهل العراق،
---------------
(١) آداب الشافعي ص ٢٠٠.

الصفحة 526