كتاب مجلة «الزهور» المصرية (اسم الجزء: 1)

حافظ والفرزدق
قال حافظ من قصيدته مخاطباً أمير مصر:
تذكر زين العابدين وجده ... وما كان من قول الفرزدق فيهما
وقول الفرزدق فيهما مشهور، ورواية الخبر، أنه لما حج هشام بن عبد الملك في أيام أبيه طاف بالبيت وجهد أن يصل إلى الحجر الأسود ليستلمه فلم يقدر على ذلك لكثرة الزحام. فنصب له كرسي وجلس عليه ينظر الناس ومعه جماعة من أعيان أهل الشام. فبينما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وكان من أجمل الناس وجهاً وأطيبهم أزجهاً. فطاف بالبيت. فلما انتهى إلى الحجر تنحى له الناس حتى استلم الحجر. فقال رجل من أهل الشام لهشام: من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام: لا أعرفه مخافة أن يرغب فيه أهل الشام وكان الفرزدق حاضراً فقال: أنا أعرفه. - فقال الشامي: ومن هو يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم ... هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله ... بجده أولياء الله قد ختموا
وليس قولك من هذا؟ بضائره ... العرب تعرف من أنكرت والعجم

الصفحة 19