كتاب مجلة «الزهور» المصرية (اسم الجزء: 1)

هذا هو قول الفرزدق في زين العابدين الذي يشير إليه حافظ والذي تذكره الركن عند استلام العباس له.
تمنى حافظ أن يسير في ركب أميره، فقال:
ولو أنني خيرت أن أرى ... لعيسك وحدي حادياً مترنما
فلو فرضنا أن الزحام كان شديداً حتى تعذر على أمير مصر أن يصل إلى الحجر وكان حافظ قد سار أمامه حادياً مترنماً بقوله:
مشيت كعبة الدنيا إلى كعبة الهدى ... يفيض جلال الملك والدين منهما
وفي الركب شمس أنجبت أنجب الورى ... فتى الشرق مولانا الأمير المعظما
تسير إلى شمس الهدى في طفاوة ... من العز تحدوها الزواهر أينما
لتنحى الناس لهذا الأمير وشاعره ولو كان فيهم صفوة العظماء وخيرة الأمراء.
وإذا قابلنا بين قصيدة حافظ وقصيدة الفرزدق فقد لا تفضل هذه تلك. وشاعر زين العابدين معروف بجزالة شعره وفخامته وشدة أسره حتى قدم على الشعراء الإسلاميين.
وصف الفرزدق ممدوحه بالكرم فقال:
كلتا يديه غياث عم نفعهما ... يستوكفان ولا يعروهما عدم
ما قال (لا) قط إلا في تشهده ... لولا التشهد كانت لاءه نعم
هم الأسود إذا ما أزمة أزمت ... والأسد أسد الشرى والبأس محتم
وقال حافظ:

الصفحة 20