كتاب مجلة «الزهور» المصرية (اسم الجزء: 1)

وشعب ضعيف الركن زال نصيره ... وما كل يوم للضعيف نصير
ويندب فلاحون أنت منارهم ... وأنت سراج غيبوه منير
يعانون في الأكواخ ظلماً وظلمة ... ولا يملكون البث وهو يسير
تطوف كعيسى بالحنان والرضى ... عليهم وتغشى دورهم وتزور
ويأسى عليك الدين إذ لك لبه ... وللخادميه الناقمين قشور
أيكفر بالإنجيل من تلك كتبه ... أناجيل منها منذر وبشير
وتبكيك إلف فوق (ليلى) ندامةً ... غداة مشى (بالعامري) سرير
تناول ناعيك البلاد كأنه ... يراع له في راحتيك صرير
وقيل تولى الشيخ في الأرض هائماً ... وقيل بدير الرهبات أسير
وقيل قضى لم يغن عنه طبيبه ... وللطب من بطش القضاء عذير
إذا أنت جاورت (المعري) في الثرى ... وجاور (رضوى) في التراب (ثبير)
وأقبل جمع الخالدين عليكما ... وغالى بمقدار النظير نظير
جماجم تحت الأرض عطرنها شذى ... جناهن مسك فوقها وعبير
بهن تباهى بطن حواء واحتوى ... عليهن بطن الأرض فهو فخور
فقل يا حكيم الدهر حدث عن البلى ... فأنت عليم بالأمور خبير
أحطت من الموتى قديماً وحادثاً ... بما لم يحصل منكر ونكير
طوانا الذي يطوي السموات في غد ... وينشر بعد الطي وهو قدير
تقادم عهدانا على الموت واستوى ... طويل زمان في البلى وقصير
كأن لم تضق بالأمس عني كنيسة ... ولم يؤوني دير هناك طهور
أرى راحة بين الجنادل والحصى ... وكل فراش قد أراح وثير

الصفحة 488