كتاب مجلة «الزهور» المصرية (اسم الجزء: 1)

نظرنا بنور الموت كل حقيقة ... وكنا كلانا في الحياة ضرير
إليك اعترافي لا لقس وكاهن ... ونجواي بعد الله وهو غفور
فزهدك لم ينكره في الأرض عارف ... ولا متعال في السماء كبير
بيان يشم الوحي من نفحاته ... وعلم كعلم الأنبياء غزير
سلكت سبيل المترفين ولذني ... بنون ومال والحياة غرور
أداة شتائي الدف في ظل شاهق ... وعدة صيفي جنة وغدير
ومتعت بالدنيا ثمانين حجة ... ونضر أيامي غنى وحبور
وذكر كضوء الشمس في كل بلدة ... ولاحظ مثل الشمس حين تسير
فما راعني إلا عذارى أجرنني ... ورب ضعيف تحتمي فيجير
أردت جوار الله والعمر منقض ... وجاورته في العمر وهو نضير
صباً ونعيم بين أهل وموطن ... ولذات دنيا كل ذاك نذور
بهن وما يدرين ما الذنب خشية ... ومن عجب تخشى الخطيئة حور
أو أنس في داج من الدير موحش ... ولله أنس في القلوب ونور
وأشبه طهر في النساء بمريم ... فتاة على نهج المسيح تسير
تسائلين هل غير الناس ما بهم ... وهل حدثت غير الأمور أمور
وهل آثر الإحسان والرفق عالم ... دواعي الأذى والشر فيه كثير
وهل سلكوا سبل المحبة بينهم ... كما يتصافى أسرة وعشير
وهل آن من أهل الكتاب تسامح ... خليق بآداب الكتاب جدير
وهل عالج الأحياء بؤساً وشقوة ... وقل فساد بينهم وشرور

الصفحة 489