كتاب مجلة «الزهور» المصرية (اسم الجزء: 1)

اسمه بين الملا من قاسٍ ودانٍ، بل وانقاد العاصي لشعره وله دان. فبقي في دار السلام متربصاً تحسن الأيام.
حتى كانت سنة 1232 هجري (= 1816م) التي وزر فيها داود باشا وكان من محبي المعارف ومنشطي أبناء الأدب وإذا بالسعد قد أقبل يتهادى إليه بين الفوز وبعد الشهرة. وعليه فما كاد الوزير يستقر على منصة الوزارة حتى دعا إليه شاعرنا الشيخ صالحاً، وميزه من بين الكتاب والشعراء، واختصه بنفسه وصار شاعره وجليسه في سره وجهره. واعترافاً بهذا الفضل أنشأ التميمي كتابين وسم أولهما باسم شرك العقول. وغريب المنقول وذكر فيه أيام الوزير المذكور وما جرى في أيامه من المقاتل والمعارك والأحداث. وسم الثاني باسم وشاح الرود. في نظم الوزير داود ودونه جميع ما انشده من الشعر بحقه وبحق ولده وبحوادث أسرته، وحشاه لطائف ونكات جرت في عهده. وكل ذلك بأسلوب شائق تستطيبه الآذان وينبسط له الجنان. وأول قصيدة وشى طرازها للوزير داود هي هذه:
زهت الرياض وغنت الأطيار ... وزها المقام ورنت الأوتار
وصفا بها العيش الأنيق وروقت ... فيها المياه وجادت الأمطار
وعلت على دوح الأراك حمائم ... وتزاهرت بفنائها الأقمار
والقصيدة طويلة فيها 52 بيتاً كلها على هذا النمط، نمط انحطاط الشعر بعد عهد العباسين. وقد نظم الشيخ في مديح الوزير وآله ومن ينتمي إليه أكثر من 50 قصيدة.
ومما ميزه به الوزير أنه لم يجز لشاعر عراقي أن ينظم أبياتاً لبناء عمومي

الصفحة 522