كتاب مجلة «الزهور» المصرية (اسم الجزء: 1)

من الأبيات المسماة بالتواريخ فقد خص ذلك بالتميمي، ولذا ترى في ديوانه كثيراً من هذه التواريخ كتبت على أبواب المساجد والمدارس والمكاتب. وقد قال الوزير بهذا الصدد: لا يفتى ومالك في المدينة إشارة إلى علو كعبه في هذا المقام. ومما نظمه من هذا القبيل تاريخ أنشأه للسيف الذي بناه داود باشا في الجانب الغربي من بغداد وعلى دجلة في المحل المعروف اليوم برأس الجسر قال:
أقسم بالله الذي زينت ... سماؤه بالخنس الكنس
إن الذي شيد هذا البنا ... ذو همة بالفلك الأطلس
داود ذو الأيدي ومن علمه ... ما حل في شخص سوى هرمس
فقل لمن يجهد في مكسب ... من ناطق فيه ومن أخرس
أوف إذا كلت ومن بعد ذا ... أرخ وبالميزان لا تبخس
- سنة 1240
والسيف هو محل تباع فيه الحبوب ولاسيما الحنطة والشعير. وقد قال فيه تاريخاً ثانياً وقد كتب في محل آخر:
دع هرمي مصر وبانيهما ... ولا تقل ذا من عجيب الزمان
وانظر إلى دجلة في كرخها ... تجد بناء دونه الفرقدان
شيده داود عن حكمة ... تخفى وسر العدل منها يبان
لكي إذا باع به واشترى ... ذو سفه يخشى مكين المكان
وفي الأقاليم جرى أرخوا ... من يخسر الميزان حكماً يهان
- سنة 1240
ومثل هذه التواريخ لا تحصى. إلا أن الذي شهر ذكره في الآفاق

الصفحة 523