كتاب مجلة «الزهور» المصرية (اسم الجزء: 1)

قطع البحار فعلاً، كما قطعنها شعوراً لمصافحتها أو لتقبيلها - بحسب درجة التأثير - شكراً وامتناناً، لدفاعها عنهن.
واسمحي لي يا سيدتي أن أقول لك: إن هذا أيضاً يثبت مبدئياً ضعف بنات الجنس اللطيف فهن يغضبن لأقل ملاحظة تبدى لهن، ولو عن حسن قصد، ومن إحداهن، ويطربن إذا ما ردت واحدة منهن على مغضبتهن - ولو كان الرد لم ينف حقيقة. فهن عشيقات المدح والإطراء طبعاً، مجفلات من أقل نقد وتأنيب.
ولنأت الآن إلى الموضوع: قالت هدى: المودة أهلكت بل طلعت دين النساء والرجال معاً - تعبيرك يا سيدتي أخف من تعبيري ولكن تعبير أقرب إلى الواقع على فظاظته - المودة أهلكت النساء لأنهن ضربن صفحاً عن الوصية الأولى من الوصايا العشر، وعبدن الزي، وصلين للتفرنج، وصمن للتقليد. . .
والمودة أهلكت الرجال لأن المصاريف أربت على المداخيل، فتطرق العجز إلى ميزانية البيت، وصارت العائلة مضطربة قلقة في كل أحوالها لاضطراب الماديات وتقلقل المال. .
وسطت الزخرفات على الواجبات فأهلت المرأة عن زوجها وبنيها، فشغلت عنهم بزينتها - سلسلة متواصلة أدت بالشرق إلى الخمول ومن ظن أن محل الفساد غير هذا فقد أخطأ - هذا ما قالته هدى.
أمنت ادما على قول مناظرتها، إلا أنها أخذت عليها عدم عطفها على المتحليات بالفضائل من أخواتها، وهن كثيرات، وعتبت

الصفحة 529