كتاب نثل النبال بمعجم الرجال (اسم الجزء: 1)

يخلُفه حتى أنجبت (حُوَّين) بالقرب مِنْ مدينة كفر الشيخ هذا العلامةَ الأحوذيّ الذي ثافنَ الشيخ الألبانيّ ونفضَ كُتُبَه، وسار على دَرْبِه، حتى شهد الشيخُ بقوَّتِه، واعترف بإمامتِه، وأصغى إلى تعقباته، وهذه كُتُبُه وتحقيقاتُه بالعشرات تشهدُ بشُفُوفه، وعُلُو كَعْبِه، ولو اجتمع الغماريون ومريدوهم كأبي الفتوح والسقاف السخاف، والمقبوح المصري، والمسخوط المغربي، لم يستطيعوا الإتيان بـ (غوث المكدود) أو (بذل الإحسان) أو (تنبيه الهاجد) في ست مجلدات (1) في التعقب على الحفاظ، ولو قارن زعنان وشيخُه بإنصافٍ بين هذا الكتاب ورسالة (ليس كذلك) للمسا البون الشاسع بين الرجلين، وفضلُ الله لا يحجر.

هذا؛ ومن عناية أهل العلم بكُتب الشيخِ الحوينيّ، وإفادَتِهم منها وإرشادِهم إليها، إليك هذا المثال التالي، أَدُلُّ به على غيره: الكتابُ الماتع: "التَّحديث بما قِيلَ لا يَصِحُّ فيه حديثٌ" لسماحة العلامة الشيخ بكر بن عبد الله أبي زيد - رحمه الله -. وفي مقدمته لمّا ذكرَ مَنْ أَفْرَدَ هذا النوعَ بالتأليف وبلغهم أربعةَ كتُبٍ، قال (2):
ومِنْ بعدُ لم أَرَ مَنْ أفردَ هذا النوعَ الشريف بكتابٍ، وإنَّما هو دَوْرُ التَّخريجِ والتعُّقب، فطُبعَ في هذا أربعةُ كُتبٍ هي -وذكرها فكان الثالثُ والرابعُ منها كتابين للشيخ الحويني -: "فَصلُ الخِطاب بنقد المُغْني عن الحفظِ والكتابِ"، و"جُنَّة المُرْتاب بنقد المُغْني عن الحفظِ والكتاب" -والأول أخصر من الثاني، لكن فيه ما ليس في الآخر-، وكلاهما لأبي إسحاق الحويني حجازي بن محمَّد بن شريف. اهـ.
__________
(1) بل هو الآن في أربعةَ عَشَرَ مجلدًا، كلها عندي بحمد الله، وجاهزة للطبع؛ وسنرى بعد ما ينجلي الغُبار أفرسٌ تحت الغماريين أم حمار؟.
(2) ص 9 - 10، ط الأولى 1412 هـ - دار الهجرة.

الصفحة 20