كتاب نثل النبال بمعجم الرجال (اسم الجزء: 1)

يسمع من الأسود بن سريع, لأنَّ الأسود بن سريع خرج من البصرة أيام عليّ -رَضِيَ الله عَنْهُ- وكان الحسن بالمدينة. قلتُ له: قال المبارك -يعني: ابن فضالة- في حديث الحسن، عن الأسود بن سريع قال أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: إني حمدت ربي بمحامد: "أخبرني الأسود" فلم يعتمد على المبارك في ذلك". اهـ.
* ونقل المزي في "تهذيب الكمال" (3/ 222) عن أبي عبد الله بن مندة أنه قال: "لا يصح سماع الحسن منه".
* ورأيت في "معجم الصحابة" لابن قانع (ج 8/ ق128/ 1)، في ترجمة "عتبة ابن غزوان" أن ابن قانع قال: "لم يدرك الحسن عتبة بن غزوان، ولم يدرك الحسن أيضًا الأسود بن سريع".
*وساق الحافظُ في "التهذيب" (1/ 339) بعض الروايات في وفاة الأسود ابن سريع ثم قال: "وكل هذا يدلُّ على نفي السماع".
وأظهرهم حُجَّةً في ذلك هو عليّ بنُ المديني رحمه الله، وأنه استدل على نفي السماع بأن الأسود بن سريع خرج من البصرة لما كان الحسن بالمدينة، فلما قيل له: إن المبارك بن فضالة يروي عن الحسن، قال: ثنا الأسود فلم يعبأ بهذا التصريح، ومعه حقٌّ في ذلك؛ لأن المبارك يضعَّفُ من قبل حفظه، ولا يعتمد على مثله في مباحث الاتصال.
* ومعنى هذا أنه لو روى عن الحسن أحد الثقات، فذكر التصريح بالتحديث لقَبِلَهُ عليّ ابن المديني كما قَبِل حديث الحسن عن أبي بكرة وتقدَّم ذكرُه. فقد وجدتُ سندًا صحيحًا فيه تصريح الحسن بالسماع من الأسود:
*فأخرج النسائيُّ في "الكبري " (5/ 184 - كتاب السير) ومن طريقه الطحاويُّ في "مشكل الآثار" (2/ 163)، قال: أخبرني زياد بنُ أيوب، قال: حدثنا هشيم: أبنا يونس، عن الحسن، قال: ثنا الأسود بنُ سريع، قال: كنا في

الصفحة 437