كتاب نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد (اسم الجزء: 1)

عَلَيْهِمْ الذِّلَّة، وأذِيلوا، واسْتُذِلُّوا، وَتَقَمَّصُوا الذُّلّ، وَأَصْبَحُوا خُضُع الرِّقَاب، وَيُقَالُ لِلذَّلِيلِ إِذَا اِعْتَزَّ كُنْتَ كُرَاعاً فَصِرْتَ ذِرَاعاً، وَكُنْتَ بُغَاثاً فَاسْتَنْسَرْتَ.

فَصْلٌ فِي السُّمُوِّ إِلَى الْمَعَالِي وَالْقُعُودِ عَنْهَا
يُقَالُ: فُلان خَطِير النَّفْس، رَفِيع الأَهْوَاء، بَعِيد الْهِمَّةِ، وَبَعِيد مُرْتَقَى الْهِمَّة، وَإِنَّ لَهُ هِمَّةً بَعِيدَة الْمَرْمَى، وَنَفْساً رَفِيعَة المَصْعَد، وَإِنَّهُ لَيَسْمُو إِلَى مَعَالِي الأُمُورِ، وَيَصْبُو إِلَى شَرِيف الْمَطَالِب، وَتَطْمَحُ نَفْسُهُ إِلَى خَطِيرِ الْمَسَاعِي، وَتَنْزِعُ هِمَّته إِلَى سَنِيّ الْمَرَاتِب، وَتَحْفِزُهُ إِلَى بَعِيد الْمَدَارِك، وَتَحُثُّهُ عَلَى طَلَبِ الأُمُورِ الْعَالِيَةِ، وَتَوَقُّل الدَّرَجَات الرَّفِيعَة، وَبُلُوغ الأَقْدَار الْخَطِيرَة.
وَإِنَّ فُلاناً لَطَلاعُ ثَنَايَا، وَطَلاع أَنْجُد، أَيْ يَؤُمُّ مَعَالِي الأُمُورِ، وَإِنَّهُ لِيَجْرِيَ فِي غِلاء الْمَجْد، وَيَتَوَقَّلُ فِي مَعَارِج الشَّرَف، وَيَتَسَوَّرُ

الصفحة 295