كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)

الأسماء والصفات، وننفي عنه النقائص والعيوب ومشابهة المخلوقات، اثباتا بلا تمثيل، وتنزيها بلا تعطيل، فمن شبه اللّه بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف اللّه به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف اللّه به نفسه، أو ما وصفه به رسوله تشبيها، فالمشبه يعبد صنما، والمعطل يعبد عدما، والموحد يعبد إلها واحدا صمدا ليس كمثله شي ء وهو السميع البصير.
و الكلام في الصفات كالكلام في الذات، فكما انا نثبت ذاتا لا تشبه الذوات، فكذلك نقول في صفاته انها لا تشبه الصفات، فليس كمثله شي ء لا في ذاته ولا في صفاته، ولا في أفعاله، فلا نشبه صفات اللّه بصفات المخلوقين، ولا نزيل عنه سبحانه صفة من صفاته لأجل تشنيع المشنعين، وتلقيب المفترين، كما أنا لا نبغض أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لتسمية الروافض لنا نواصب، ولا نكذب بقدر اللّه ولا نجحد كمال مشيئته وقدرته لتسمية القدرية لنا مجبرة.
و لا نجحد صفاته ربنا تبارك وتعالى لتسمية الجهمية والمعتزلة لنا مجسمة مشبهة حشوية، ورحمة اللّه على القائل:
فإن كان تجسيما ثبوت صفاته ... فإني بحمد اللّه لها مثبت
إلى:
فإن كان تجسيما ثبوت صفاته ... لديكم فإني اليوم عبد مجسم
ورضي اللّه عن الشافعي حيث يقول:
ان كان رفضا حب آل محمد ... فليشهد الثقلان إني رافضي
وقدس اللّه روح القائل وهو شيخ الإسلام ابن تيمية إذ يقول:
ان كان نصبا حب صحب محمد ... فليشهد الثقلان اني ناصبي

فصل:
وأما القرآن فإني أقول أنه كلام اللّه منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، تكلم اللّه به صدقا، وسمعه جبرائيل حقا، وبلغه محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم وحيا، وإن كهيعص [مريم: 1] وحم عسق [الشورى: 1] والر [يوسف:

الصفحة 10