كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)

[1] وق [ق: 1] ون [القلم: 1] عين كلام اللّه حقيقة، وأن اللّه تكلم بالقرآن العربي الذي سمعه الصحابة من النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وأن جميعه كلام اللّه، وليس قول البشر، ومن قال أنه قول البشر فقد كفر. واللّه يصليه سقر، ومن قال ليس للّه بيننا في الأرض كلام فقد جحد رسالة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم فإن اللّه بعثه يبلغ عنه كلامه، والرسول إنما يبلغ كلام مرسله، فإذا انتفي كلام المرسل انتفت رسالة الرسول، ونقول ان اللّه فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه ليس في مخلوقاته شي ء من ذاته، ولا في ذاته شي ء من مخلوقاته، وأنه تعالى إليه يصعد الكلم الطيب وتعرج الملائكة والروح إليه وإنه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ثم يعرج إليه، وأن المسيح رفع بذاته إلى اللّه وأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عرج به إلى اللّه حقيقة، وأن أرواح المؤمنين تصعد إلى اللّه عند الوفاة فتعرض عليه وتقف بين يديه، وأنه تعالى هو القاهر فوق عباده وهو العلي الأعلى وأن المؤمنين والملائكة المقربين يخافون ربهم من فوقهم، وان أيدي السائلين ترفع إليه وحوائجهم تعرض عليه فإنه سبحانه هو العلي الأعلى بكل اعتبار، فلما سمع المعطل منه ذلك أمسك، ثم أسرها في نفسه وخلي بشياطينه وبني جنسه وأوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا وأصناف المكر والاحتيال.
و راموا أمرا يستحمدون به إلى نظرائهم من أهل البدع والضلال وعقدوا مجلسا يبيتون في مساء يومه ما لا يرضاه اللّه من القول واللّه بما يعملون محيط وأتوا في مجلسهم ذلك بما قدروا عليه من الهذيان واللغط والتخليط، وراموا استدعاء المثبت إلى مجلسهم الذي عقدوه ليجعلوا نزله عند قدومه عليهم ما لفقوه من المكر وتمموه فحبس اللّه سبحانه عنه أيديهم وألسنتهم فلم يتجاسروا عليه، ورد اللّه كيدهم في نحورهم فلم يصلوا بالسوء إليه، وخذلهم المطاع فمزقوا ما كتبوه من المحاضر، وقلب اللّه قلوب أوليائه وجنده عليهم من كل باد وحاضر، وأخرج الناس لهم من المخبآت كمائنها، ومن الجوائف والمنقلات دفائنها، وقوى اللّه جأش عقد المثبت وثبت قلبه ولسانه، وشيد بالسنة المحمدية بنيانه، فسعى في عقد مجلس بينه وبين خصومه عند السلطان، وحكم على نفسه كتب شيوخ القوم

الصفحة 11