كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)

و شجرة المشبه شجرة الحنظل، فالنفوس المستقيمة لا تتبعها. وشجرة الموحد طوبى يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها.
المثل الرابع: المعطل قد أعد قلبه لوقاية الحر والبرد كبيت العنكبوت، والمشبه قد خسف بعقله، فهو يتجلجل في أرض التشبيه الى البهموت، وقلب الموحد يطوف حول العرش ناظرا إلى الحي الذي لا يموت.
المثل الخامس: مصباح المعطل قد عصفت عليه أهوية التعطيل فطفئ وما أنار، ومصباح المشبه قد غرقت فتيلته في عسكر التشبيه فلا تقتبس منه الأنوار، ومصباح الموحد يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية، يكاد زيتها يضي ء ولو لم تمسسه نار.
المثل السادس: قلب المعطل متعلق بالعدم فهو أحقر الحقير، وقلب المشبه عابد للصنم الذي قد نحت بالتصوير والتقدير، والموحد قلبه متعبد لمن ليس كمثله شي ء وهو السميع البصير.
المثل السابع: نقود المعطل كلها زيوف فلا تروج علينا، وبضاعة المشبه كاسدة فلا تنفق لدينا، وتجارة الموحد ينادي عليها يوم العرض على رءوس الأشهاد هذه بضاعتنا ردت إلينا.
المثل الثامن: المعطل كنافخ الكير اما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة، والمشبه كبائع الخمر، اما أن يسكرك واما أن ينجسك، والموحد كبائع المسك اما أن يحذيك وإما يبيعك واما أن تجد منه رائحة طيبة.
المثل التاسع: المعطل قد تخلف عن سفينة النجاة ولم يركبها فأدركه الطوفان، والمشبه قد انكسرت به اللجة، فهو يشاهد الغرق بالعيان، والموحد قد ركب سفينة نوح، وقد صاح به الربان: اركبوا فيها باسم اللّه مجريها ومرساها، ان ربي لغفور رحيم.
المثل العاشر: منهل المعطل كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم

الصفحة 14