كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)
و أشد من تأويل أهل الرفض أخبار الفضائل حازها الشيخان
وأشد من تأويل كل مؤول ... نصا أبان مراده الوحيان
اذ صرح الوحيان مع كتب الاله جميعها بالفوق للرحمن فلأي شي ء نحن كفار بذا التأويل بل أنتم على الإيمان
انا تأولنا وأنتم قد تأو ... لتم فهاتوا وأضح الفرقان
أ لكم على تأويلكم أجران حيث لنا على تأويلنا وزران
هذي مقالتهم لكم في كتبهم ... منها نقلناها بلا عدوان
ردوا عليهم ان قدرتم أو فنحوا على طريق عساكر الإيمان لا تحطمنكم جنودهم كحطم السيل ما لاقى من الديدان الشرح:
وتأويلكم للعلو أشد كذلك من تأويل الرافضة للأخبار التي وردت في فضل الشيخين أبي بكر وعمر رضي اللّه عنهما، وأشد من تأويل كل من تأول نصا أظهر المراد منه الوحيان من كتاب وسنة، فإن نصوص الفوقية فيهما وفي غيرهما من الكتب السماوية في غاية الصراحة ونهاية الكثرة، فلأي شي ء إذا أيها الجهميون نكون نحن كفارا بتأويلنا وأنتم المؤمنون، وأي فرق بين تأويلنا وتأويلكم، دلونا ان استطعتم على ما يصلح أن يكون فارقا بينهما، لعلكم تقولون اننا مجتهدون في هذا التأويل ومصيبون فيه، فلنا على تأويلنا أجران، ولكنكم أنتم مخطئون في هذا التأويل متعمدون فعليكم فيه وزران. وهذا كذب فنحن وأنتم سواء في تعمد الكذب على النصوص، حيث لا موضع للاجتهاد.
هذه مقالة الفلاسفة في الرد على الجهمية الذين ينكرون عليهم التأويل منقولة من كتبهم بلا زيادة ولا تبديل، فهل يستطيع هؤلاء الجهمية أن يردوا عليهم أو يتخلصوا من هذا الالزام الذي وجهوه إليهم؟ كلا فليتركوا الميدان إذا لأهل الحق وعساكر الإيمان، وليخلوا لهم الطريق حتى لا تحطمهم جنودهم كحطم السيل المنهمر لما يقابله من الخشاش والديدان.