كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)
معاني الأدب والإيمان. تلميذه ومشايعه في الجهل والضلال المدعو زاهد الكوثري، فيقول في تكملته:
«ترى المؤلف على ورعه البالغ يستنزل اللعنات على الناظم في كثير من مواضع هذا الكتاب، وهو يستحق تلك اللعنات من حيث خروجه على معتقد المسلمين بتلك المخازي لكن الخاتمة مجهولة، فالأولى كف اللسان الآن عن اللعن».
و أما استنزال المؤلف اللعنة عليه فكان في حياة الناظم، وهو يمضي على زيغه وإضلاله، عامله اللّه بعدله، وإنما قدمت لك هذه الصورة لترى في أي جو خانق مظلم ملئ بأنواع الكيد والأذى كان يعيش المؤلف وشيخه وغيرهما من أئمة السنة والحديث، رحمهم اللّه ورضي عنهم أجمعين.
من لي بشبه خوارج قد كفروا ... بالذنب تأويلا بلا إحسان
ولهم نصوص قصروا في فهمها ... فأتوا من التقصير في العرفان
وخصومنا قد كفرونا بالذي ... هو غاية التوحيد والإيمان
الشرح:
إذا قلت من لي بفلان كان معنى هذا التعبير أنك تطلب من يكفيكه ويريحك منه، فالمؤلف يود لو أن له بهؤلاء الجاهلين قوة، ويرميهم بشبه الخوارج في تكفيرهم بالذنب بلا إحسان في التأويل، وباستمساكهم بنصوص قصروا عن فهمها فضلوا بها عن سواء السبيل. وخصومنا كذلك، بل هم شر من الخوارج، فإنهم ما كفرونا بذنب ارتكباه، ولكن كفرونا بما هو غاية التوحيد والإيمان، وهذا أعظم الجهل ومنتهى الخذلان أو يوصف التوحيد منا بالشرك، والإيمان منا بالكفران. ولا حول ولا قوة إلا باللّه.
و المراد بعدم الإحسان في التأويل هو التمسك ببعض المتشابه من الآيات من غير ردها إلى المحكم الذي يوضح المراد منها. وقوله: فأتوا من التقصير في