كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)
العرفان معناه أن تقصيرهم في فهم النصوص ومعرفة المراد بها كان هو سبب فتنتهم وضلالهم.
فصل في بيان كذبهم ورميهم أهل الحق بأنهم أشباه الخوارج وبيان شبههم المحقق بالخوارج
ومن العجائب أنهم قالوا لمن ... قد دان بالآثار والقرآن
أنتم بذا مثل الخوارج أنهم ... أخذوا الظواهر ما اهتدوا لمعان
فانظر إلى ذا البهت هذا وصفهم ... نسبوا إليه شيعة الإيمان
سلوا على سنن الرسول وحزبه ... سيفين سيف يد وسيف لسان
خرجوا عليهم مثل ما خرج الألى ... من قبلهم بالبغي والعدوان
واللّه ما كان الخوارج هكذا ... وهم البغاة أئمة الطغيان
كفرتم أصحاب سنته وهم ... فساق ملته فمن يلحاني
إن قلت هم خير وأهدى منكم ... واللّه ما الفئتان مستويان
شتان بين مكفر بالسنة العليا وبين مكفر العصيان الشرح:
والعجيب من أمر هؤلاء المنحرفين عن طريق الكتاب والسنة أنهم يعيبون على من قد دان بهما ووقف عند نصوصهما من غير تحريف لها ولا تأويل متكلف لشي ء منها، ويشبهونه في ذلك بالخوارج الذين كانوا يأخذون بظواهر النصوص من غير فهم لمعانيها. وهذا بهت منهم لأهل السنة والحديث، حيث رموهم بما هم منه براء «1» بل هم في الحقيقة أولى بهذا الوصف الذي نسبوهم إليه
__________________________________________________
(1) إن موقف السلف من النصوص وموقف الخوارج منها جد مختلفين، فإن الخوارج كما ذكرنا يتشبثون ببعض المتشابه من غير فهم له ولا رجوع إلى المحكم الذي يفسره، ويضربون كتاب اللّه بعضه ببعض ولا يقيمون للسنة وزنا وهي التي جعلها اللّه بيانا للكتاب.