كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)

بإله فوق العرش، فكيف يصعد إليه شي ء، والصواب عنده ان يقال تعرج إلى محل كرامته ونحو ذلك، والخلاصة أن كلا من الخوارج والجهمية اتهموا الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم بعدم العدل إلا أن الأولين اتهموه بذلك في قسمة الأموال والجهمية اتهموه بعدم العدل في المقال.
وكذاك قلت بأن منه ينزل الق ... رآن تنزيلا من الرحمن
كان الصواب بأن يقال نزوله ... من لوحه او من محل ثان
وتقول أين اللّه ذاك الأين ممتن ... ع عليه وليس في الامكان
لو قلت من كان الصواب كما ترى ... في القبر يسأل ذلك الملكان
وتقول اللهم أنت الشاهد الأ ... على تشير بإصبع وبنان
نحو السماء وما اشارتنا له ... حسية بل تلك في الأذهان
واللّه ما ندري الذي نبديه في ... هذا من التأويل للأخوان
قلنا لهم ان السما هي قبلة الد ... اعى كبيت اللّه ذي الأركان
قالوا لنا هذا دليل أنه ... فوق السماء بأوضح البرهان
فالناس طرا انما يدعونه ... من فوق هذي فطرة الرحمن
لا يسألون القبلة العليا ول ... كن يسألون الرب ذا الاحسان
قالوا وما كانت اشارته الى ... غير الشهيد منزل الفرقان
أ تراه أمسى للسما مستشهدا ... حاشاه من تحريف ذي البهتان
الشرح:
والجهمي لا يرضى كذلك قول الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم أن القرآن منزل من عند اللّه لأن من تفيد جهة الابتداء وهذا يقتضي أن اللّه في السماء ويقول ان الصواب أن يقال ان نزوله من اللوح المحفوظ أو في محل آخر كأن يخلق اللّه كلاما في الهواء فيسمعه جبريل عليه السلام وينزل به، كما قالوا مثل ذلك في تكليمه تعالى لموسى عليه السلام أنه خلق كلاما في الشجرة سمعه موسى ونحو ذلك وكذلك يغيظ الجهمي أشد الغيظ ويكوى قلبه بنار الحقد أن يسأل الرسول

الصفحة 355