كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)
بالتبعية الذليلة لأصحاب هذه الأوساخ الفكرية، فخيبة لكل متواكل كسلان.
فصل في بيان عدوانهم في تلقيب أهل القرآن والحديث بالمجسمة وبيان أنهم أولى بكل لقب خبيث
كم ذا مشبهة مجسمة نوا ... بته مسبة جاهل فتان
أسماء سميتم بها أهل الح ... ديث وناصري القرآن والإيمان
سميتموهم أنتم وشيوخكم ... بهتا بها من غير ما سلطان
وجعلتموها سبة لتنفروا ... عنهم كفعل الساحر الشيطان
ما ذنبهم واللّه إلا أنهم ... أخذوا بوحي اللّه والفرقان
وأبوا بأن يتحيزوا لمقالة ... غير الحديث ومقتضى القرآن
وأبوا يدينوا بالذي دنتم به ... من هذه الآراء والهذيان
وصفوه بالأوصاف في النصين من ... خبر صحيح ثم من قرآن
إن كان ذا التجسيم عندكم فيا ... أهلا به ما فيه من نكران
أنا مجسمة بحمد اللّه لم ... نجحد صفات الخالق الديان
الشرح:
يتجنى أهل التعطيل على أهل الحق فينعتونهم بألقاب السوء التي هم منها براء، فأحيانا يسمونهم مشبهة لأنهم بزعمهم لما أثبتوا الصفات قد شبهوا اللّه بخلقه، وأحيانا مجسمة لأنهم لما اعتقدوا علو اللّه وفق خلقه فقد جعلوه جسما متحيزا حالا بالمكان، وأحيانا يطلقون عليهم النوابت، يعنون بذلك أنهم نبتوا في الإسلام بأقوال بدعية.
و هذه كلها أسماء سموا بها أهل الحديث وناصري القرآن والإيمان، ما لهم عليها من حجة ولا من سلطان، ولكنها محض الزور والبهتان، وقد قلدوا في ذلك شيوخا لهم من أهل البغي والعدوان، وجعلوا هذه الألقاب الشنيعة مسبة